آخر تحديث :الأحد-11 مايو 2025-02:09م

إغلاق إذاعة عدن: جريمة في حق الذاكرة الوطنية والإرث الاذاعي

الإثنين - 20 يناير 2025 - الساعة 09:49 م
سمير الوهابي

بقلم: سمير الوهابي
- ارشيف الكاتب


غاب الإعلام الحكومي الذي يمتد بجذوره إلى أعماق التاريخ، وكانت إذاعة عدن مثالاً للإعلام الراسخ، حيث تميزت بكوادر ذات خبرة وكفاءة عالية، ومكتبة إذاعية زاخرة بكنوز ثمينة من الأغنيات اليمنية والعربية والخليجية، إلى جانب وثائق تسجيلية سياسية، وبرامج دينية قدمها كبار الشخصيات الدينية والثقافية، وغير ذلك الكثير.


ارتبطت إذاعة عدن بروح ووجدان الناس، فكانت في كل بيت وروح كل إنسان منذ ساعات الصباح الأولى، لتشكل وعيا وانتماءً وثقافة. الحديث عن إذاعة عدن يطول، فهو حديث عن عمر يمتد لأكثر من سبعة عقود. فماذا تتوقع أن يكون رصيد كل هذا التاريخ؟


في كل منعطف سياسي شهده الوطن، كانت الإذاعة وكوادرها يدفعون الثمن الغالي. وخسرت الإذاعة قامات إعلامية كبيرة بسبب تلك الأحداث، وبقيت الاستوديوهات تحمل أسماء كوادر هزوا الأثير.


إن إسكات صوت إذاعة عدن الحكومية منذ عشر سنوات لشيء مؤلم وعمل يندى له الجبين. فمن يغلق نوافذه إلى العالم؟


إن إدارة الفعل السياسي والإعلامي والإداري اليوم في عدن تعد من المشكلات والمعاناة التي نعيشها اليوم. نحن نواجه معاناة طويلة بسبب اتخاذ قرارات خارج سياق الوعي والعمل الوطني والإنساني والأخلاقي، ويتجلى ذلك في إلصاق اتخاذ القرارات بشلة جاءوا على غفلة من التاريخ ولم يكن لهم مع تاريخ المدينة وعدن أي مواقف مشرفة أو نموذجية. اختطفوا المسؤولية عبر "القرصنة" وتحايلوا على عدن وتاريخها ورواد المدينة المجيدة.


وتوهمت تلك الشلة أنها أبطال، وهي في الحقيقة مارست أبشع جريمة في تاريخ عدن، وهي إسكات صوت إذاعة عدن، صوت الآباء والرواد والقامات، وصوت المشروع والهوية الوطنية. وعمدوا إلى تزوير الوقائع وطمس تاريخ عدن الإعلامي والإذاعي العريق. هذا الفعل في إغلاق صوت إذاعة عدن لا يُعد مجرد إنهاء لخدمة إعلامية، بل هو تعدٍّ صارخ على ذاكرة وطنية وإرث ثقافي لا يقدر بثمن.


إن الحفاظ على هذا الإرث الإعلامي التاريخي ،وعودة نشاط إذاعة عدن ، هو واجب وطني يجب أن يكون في مقدمة أولويات الجميع


✍️ سمير الوهابي