في منطقتنا تجد أحزاب متفرقة وطوائف متعددة ولكل منهم قناعات ووجهات نظر مختلفة، وهناك فصائل عديدة على اختلافات كثيرة في الجانب السياسي، فكل طرف يرى أنه على حق من حيث الرؤية وتقييم الموقف، ولا تعد التباينات والفوارق السياسية جرما أو انحرافاً عن الصراط السوي عند كل من لا يرى الاختلاف خلافاً ويؤمن بالآخرين واستقلاليتهم في الرؤية والتعبير فالاختلاف سجية بشرية والكون يتسع للجميع.
غير أن جلّ ما تكابده المنطقة اليوم يأتي من (نمرود).
إن من أسوأ الآفات التي تعانيها مدينة مودية في وقتنا الراهن هي آفة تهميش الآخر وإقصاؤه "بتقارير كيدية" وتلفيق قضايا كاذبة تستهدف الفئات المناهضة لتوجهات النمرود وسياسته، وكذا اصطناع تهم باطلة في حق القبائل والأفخاذ التي تمتلك تاريخاً سرمديا وعهدا أزلياً في الوطنية والنضال.
هؤلاء القوم لا يأبهون لسمعة المنطقة ولا لتاريخها ولا يؤسفهم تشويهها أمام الجهات الخارجية، فهم يحرصون على استمرار الحملات العسكرية وإبقاء المنطقة ساحة للصراع والاقتتال... فقط لتستمر مصالحهم وتتحقق أهدافهم الانتقامية وتصفية الحساب مع الوجهاء والعقلاء الأصليين لمنطقتنا والذين ماعرفناهم إلا رجال دولة.
فالحقيقة المطلقة من استمرار المعسكرات الأمنية في المنطقة سواء كانت في "جبل عكد أو وادي عومران" ما هي إلا الغوص في مستنقع الصراع الدموي على الصعيد الداخلي، واستنزاف قوى بشرية ومادية، واستفحال النزاعات والصراعات بين الفصائل والفئات المجتمعية، كون القيادات العليا لتلك المعسكرات تتلقى التوصيات من شخصيات انتهازية في المنطقة تعمل تحت بند الأحقاد والضغائن التي لا تبني إنساناً ولا وطناً .
فعوضاً أن تكون هذه المعسكرات ملاذاً آمناً للمواطنين في القبض على القتلة والمجرمين ومحاربة لصوص أسلاك الكهرباء وتخريب مؤسسات الدولة، لكنها للأسف اعتادت على تهجير السكان نزوحا قسريا، وتشكل تهديداً مباشراً للقلق والخوف من جراء المداهمات للمواطنين، وخسائر بشرية للعسكريين أنفسهم (سهام الشرق) فقد فاق عدد القتلى والجرحى ال 500 ضابطاً وجنديا وبينهم مشايخ وقيادات، ولا تزال الحملة حتى اليوم غارقتا في معركة الاستنزاف.
أضف إلى ذلك أن التشكيلات الأمنية الجديدة في مركز "لحمر الجعادنة" ما هي إلا لزرع الانقسامات واشعال الفتن بين تلك القبائل خاصة أن تسجيل الأفراد أتى على "نهج خالتي وبنت خالتي". وهذا ما يزيد الطين بلة والمرض علة.
- نؤيد ما نص عليه بيان مشايخ المنطقة الوسطى في إعادة النظر في تلك المعسكرات في المنطقة كي لا تتحول إلى ساحة صراع.
اللهم فحل بين مودية ونمرودها كما حلت بين سارة ونمرود بن كنعان.