آخر تحديث :السبت-05 يوليو 2025-05:47م

بن مبارك يركز على الإصلاحات ومكافحة فساد المؤسسات

الأربعاء - 22 يناير 2025 - الساعة 08:57 م
عدنان القيناشي

بقلم: عدنان القيناشي
- ارشيف الكاتب


يعمل دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك منذ توليه منصب رئاسة الحكومة في عدن على اتخاذ ترتيبات جادة لإعادة مؤسسة الدولة إلى العمل بالشكل المطلوب الذي يطمح إليه المواطنون في المحافظات المحررة، بعد أن أنهكتهم الحرب المستعرة منذ انقلاب مليشيا الحوثي على مؤسسات الدولة المدعومة من إيران.


بعد تحرير المحافظات من مليشيا الحوثي، تأثرت هذه المناطق في شتى المجالات الخدمية والتنموية، ومع ذلك، لم تُحقق الحكومات السابقة خلال فترة التحرير أي إنجاز إيجابي يلمسه المواطنون في هذه السنوات الماضية، في حين تزايدت الأزمات السياسية والاقتصادية والعسكرية بسبب النهج السياسي الذي تبنته الحكومة السابقة، مما أدى إلى الانهيار الاقتصادي والخدمي الذي عانى منه المواطنون.


إلى جانب ذلك، انتشر الفساد بشكل كبير في كافة المؤسسات الحكومية والمرافق الخدمية بشكل مستمر، ولم يلمس المواطن شيئاً إيجابياً أو في حياته اليومية، سواء في مجالات الكهرباء أو الغذاء أو الدواء أو استقرار صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، مما زاد من المعاناة في المحافظات المحررة.


بعد تشكيل المجلس الرئاسي بقيادة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي وأعضاء المجلس، تشكلت الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور أحمد عوض بن مبارك، الذي تسلّم الحكومة في وضع هش يعرفه الجميع، خلال فترة ترؤسه للحكومة، كانت أولى خطواته زيارة مؤسسات الدولة والمرافق الخدمية التي تمس حياة المواطنين، وهو عمل إنساني رائع لم يقم به أي رئيس حكومة قبله منذ تحرير عدن وبقية المحافظات الأخرى.


لقد وصل بن مبارك إلى درجة من الضمير الوطني والإنساني جعلته يقوم بجولات تفقدية في عدن وربما في غيرها من المحافظات، من دون حراسات أمنية على سلامته، كما شهدناه في رمضان الماضي، حيث كان يتفقد النقاط الأمنية في عدن ويصافح أفراد الأمن بكل ود وأخلاق، وأيضا قام بدور إنساني وجبار بزيارته لكبار السن في دار رعايتهم، حيث اطلع عن كثب على معيشتهم والخدمات التي يقدمها لهم الدار.


وحسب ما لاحظناه من خلال متابعتنا لوسائل الإعلام ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي، فقد وجه رئيس الوزراء بن مبارك بإحالة عدد من الفاسدين إلى التحقيق دعماً للقضاء على الفساد، وكان إلى جانبه رئيس مجلس القيادة وأعضاء المجلس، ولم نرَ أي وزير حكومة من قبل يفعل ما فعله هذا الرجل، الذي ينتمي إلى أسرة تتحلى بالأخلاق الإسلامية السمحاء والطيبة، كما سمعت عنهم رغم أنني لم أتعرف عليهم شخصياً.


لكن الرجل لا يزال أمامه الكثير من الخطوات والعقبات التي تواجهه في عمله في عدة جوانب، سواء في الجانب الخدمي أو الاقتصادي أو التنموي أو في محاربة الفساد، ومع ذلك، أمامه تحديات كبيرة، حسبما أرى ويعتقد كثير من الناس، ورغم وجود بعض الخدمات المتعثرة حالياً، فإن هذا ليس بيده الآن، وتحتاج إلى دعم دولي كبير حتى تعود الأمور إلى نصابها، إذ يعمل على إصلاحها حسب الإمكانيات المتاحة للحكومة رغم العقبات الصعبة التي تركتها الحكومة السابقة أمامه.


بعد التدارس لكافة المشاكل السياسية والاقتصادية والتنموية مع رئيس مجلس القيادة وأعضاء المجلس وعدد من الوزراء، توجه إلى نيويورك هو وبعض الوزراء في حكومته، حاملاً معه كل الهموم السياسية والقضايا الاقتصادية والتنموية التي يعاني منها المواطنون في المناطق المحررة جراء حرب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران والإعاقات التي تسببت فيها الحكومة السابقة، والتي تركتها معضلة كبرى أمام الحكومة الحالية في عدن.


بن مبارك هو رئيس الوزراء الوحيد الذي يتابع هموم الشعب على أرض الواقع منذ توليه المنصب، ومن خلال هذه الزيارة إلى نيويورك التي ركزت على الدعم الاقتصادي والتنموي من قبل المملكة المتحدة، تظل هناك آمال وطموحات لدى الشعب في الإصلاحات في شتى المؤسسات، وتحقيق الشفافية والمحاسبة لكل من يتورط في الفساد أمام العدالة والقانون، وذلك في هذا العام الجديد من أجل رفع كاهل المعاناة عن الشعب الذي يعاني منذ وقت طويل.


ويبقى الأمل أولاً وأخيراً في الشعب، بالوقوف إلى جانب رئيس الحكومة الذي كلفه مجلس الرئاسة بالقضاء على الفساد وأجرى الإصلاحات الاقتصادية والخدمية من خلال التعاون والعمل بروح واحدة من أجل مصالح الشعب العامة، وإخلاص النيات الجادة بعيداً عن الولاءات الحزبية التي هي سبب كل ما يحصل من معاناة ترتبت على المواطن في المناطق المحررة، والتي قد تخدم أجندات سياسية تسعى لإفشال عمل الحكومة في عدن.