رسالة اوجهها إلى كل قيادات اليمن الجنوبي سابقا، إليهم جميعا دون إستثناء.
منذُ ان وعيت و بدأت اهجي و اخط الحرف وجدناكم في المسؤولية قابعين و على شاشة التلفاز و صدور الصحف ساكنين.
مرت الاعوام و جرت السنين، و أنتم انتم، يتوارى بعضكم و لكن ليعود من جديد. قراراتكم كانت وبالا على المواطن و الوطن و إن خدمت البعض و منعطفاتكم التي اسميتموها (بالتاريخية) ما كانت سوى تصفيات لبعضكم البعض طمعا في السلطة وليس ايمانا بمصلحة الوطن انسانا و ارضا.
ها انا اليوم ادخل عامي الخامسة و الستين مثقلا بجراحات الوطن الذي زورا و بهتانا تتغنون باسمه و انتم و ذويكم تعيشون خارجه متنعمين بخيراته و منتفعين بمردود الإساءة له و اشباع شعبه بالمخدر تلو المخدر لتبقوا انتم دون سواكم في الحياة و نعيمها.
نفس الوجوه و نفس العقليات و من غاب عن المشهد لأي سبب كان ترى له ورثة حلوا مكانه و بنفس الجينات (انا فقط الذي افهم).
كلمة اردت اقولها، من كان له في المسؤولية السياسية ولو مامورا لمديرية فـ ليصمت و كفاه بان هذا الشعب طيب و متسامح و ابتعدوا عن الهمز و اللمز إلى بعضكم بعضا و كتابات التمجيد لشخصكم و الابتعاد عن قول الحقيقة التي يعيها اغلبية ابناء هذا الوطن المسحوق.
التقيت في إحدى المرات (قبل فترة طويلة) بالمرحوم "علي صالح عباد" (مقبل)، لقائي به كان ليس كصداقة ولا بمعرفه سابقة و انما للجلوس مع احدى الشخصيات المحترمة و تمت دعوتي بواسطة شخص من اسرته.
استمعت لكلمات الرجل التي كانت تذهب بعيدا عن تخوين اي رفيق له او تمجيد و تعظيم لايا كان مع الرد بتوضيحات حول بعض الاسئلة التي كانت تجوب في خاطري.
يومها قلت له؛ لماذا لا تقم بكتابة مذكراتك حول الثورة و الحكم في الجنوب منذُ قبل الاستقلال حتى اليوم.
نظر نحوي ثم قال ؛ كتاباتي لن تعجب الكثير من الرفاق ان لم يكن الجميع. اتذكر في احدى منشوراتي قبل زمن طويل كتبت ؛ لماذا لا نطلب من (عباد) ان يكتب مذكراته فانه بحسب اعتقادي الوحيد الذي عاصر كل الفترات في الجنوب و هو الوحيد القادر على قول كلمة الحق. رحم الله علي صالح عباد رحل صامتا و نزيها.
كلمة اخيرة، لا تنشروا غسيلكم لان جميعكم مذنبون دون استثناء فمن منكم بدون خطيئة !!!