مخاطر إهمال المعلم والتعليم الحكومي

استغرب مع مرور السنوات لم نرى أدنى اهتمام بالتعليم الحكومي في اليمن بدء من غياب الكتاب المدرسي وتدني رواتب المعلمين اليمنيين مع اننا نرى الشواهد التي تخبرنا بجودة التعليم الحكومي في اليمن , لكن يبقى تشجيع قطاع التعليم الخاص قائم والمحزن ان يأتي ذلك من داخل المؤسسة التعليمية الحكومية .

فالقضاء على التعليم الحكومي هو القضاء على ما تبقى من رمزية التعليم لأننا نرى في الواقع المخرجات الحالية كلها صدرها التعليم الحكومي من أطباء ومهندسين وخبراء ومحاسبين وغيرها من التخصصات لم يرتقي التعليم الأهلي سوى بالإعلانات والترويج وهذا ناتج عن عدم ثقه والغرض فقط التسويق من اجل الاستثمار في هذا القطاع الذي كلما تهاوت قلاعه تهاوى العقل البشري وقصف ما تبقى من قلاع التعليم الحكومي وتفريغ التعليم من محتواه فقد قيل التعليم الاهلي النجاح للجميع , والهم الأول لهم جمع المال فقط وهو في الأول والاخير تجارة رابحه والعين على المال لا ما تتعلمه الاجيال .

لماذا لا نصنع حلول مجتمعية لإعادة روح التعليم الحكومي الذي يهاجر نخبه الى القطاع الخاص ويتم استغلالهم برواتب بسيطة؟ لماذا لا يوجه الميسورين ابنائهم الى المدارس الحكومية ومساندتها بالأموال التي تهدر ويتم الدعم الشهري بالجزء البسيط من المال لتلك المدارس لمواجهة اعباء الحياة ؟؟.

يذهب ابنك ويعود بدون معلومات وفائدة مع انك تنفق عليه لغرض ان هناك تعليم جيد وما ان تتابع وتراجع له تجده بعيداً عن المنهج , تذهب للمدرسة فتنهال عليه المبررات بالإهمال مع ان كورس التقييم ممتاز , فيما يكشف لك ان الطاقم الكثير منه ثانوي والفصول اكثر ازدحماً يصل البعض منها الى 35 طالب و اخر لا علاقة له بالجانب التربوي , فيما التعليم الحكومي نموذج جيد لكنه بحاجة الى دعم فقط وعندما تتابع وتقارن تجد الفرق من حيث المستوى وعدد الطلاب في الفصل الواحد .

وهذا قتل تدريجي للتعليم العمود الفقري للبلد هو بناء الانسان ليس بالمبنى او الاعلان او الترويج فمن يقول عكس ذلك هو نوع من الخداع للمجتمع .

اذا لم تكن هناك ارادة لإنقاذ الاجيال والمدارس الحكومية ستضيع داخل المدارس الاهلية والجامعات والمعاهد .

نحن نقضي على ذاتنا فلا يمكن ان نرى مخرجات جيدة سوى بالاحتفالات التي تعد مجرد تتويه وتنويم لكن الاصل يتم التركيز على جزء وترك الباقي.

سوف اقدم النصيحة لم خدعوا بالتعليم الاهلي هذه ضربة للتعليم الحكومي لأنه يهتم بالشكل فقط اما المضمون فارغ .

اذا لم يتم الالتفات لإنقاذ التعليم الحكومي وجنوده المجهولين المتمثل بالمعلم واعادة الروح اليه بالوقوف الى جانبهم لوضع الحلول والمعالجات للسير قدماً بما تبقى فهناك مؤامرة على هذا القطاع ممن لايفكرون سوى بالمصالح .