الوضع الكارثي الذي نعيشه اليوم بمختلف المجالات نتيجة طبيعية لفساد لم يسبق له مثيل، وفشل حكومي ورئاسي أمام النهب الواسع والمستمر لموارد البلد .
ولا ينكر أحد أن الحكومة والرئاسة هشتان؛ فمجلس القيادة الرئاسي ليس رئيسه، وأعضاؤه على قلب رجل واحد، وكل واحد منهم يتأثر بتوجهاته السياسية، ويستخدم نفوذه لمصلحة حزبه، أو مكونه السياسي. كذلك حكومة الشراكة كحال مجلس الرئاسة يجتهد اعضاؤها لتمكين أحزابهم، وكل واحد يستغل تلك التباينات، ويستقوي بحزبه أو مكونه السياسي، وبالتالي ضلت الحكومة والرئاسة الطريق، وسارتا في الخطأ، والناس يدفعون ثمن فشل السلطات الرئاسية والحكومية، ويتجرعون عواقبه المريرة.
واستمرار الاوضاع على ماهي عليه اليوم نهب للموارد، والإفراط في التعيينات بمعيار الوساطة وتجريف الكفاءات يقودنا إلى ما هو أسوأ مما نحن فيه اليوم، ولا يجب الإبقاء على هذا العبث لأن النتائج كارثية..
لا مجال لرمي تهم الفشل بين الأحزاب والمكونات هنا وهناك بل كلكم شركاء في صناعة الفشل.
برأيي الشخصي أن محاربة الفساد تبدأ من خلق انسجام وتفاهم داخلي في الرئاسة، ثم بين الرئاسة والحكومة وكذلك في إطار الحكومة وما هو أدنى منها، ومراعاة الهرم القيادي واستقلالية عمل أجهزة مكافحة الفساد والمحاسبة والتركيز على كل الموارد والحفاظ عليها، وتوريدها إلى البنك المركزي ومراجعة التعيينات كافةً، وتقييم أداء كل مسؤول، وتغيير الفاشلين واستبدالهم بكفاءات قادرة على العطاء لضمان انتشال المؤسسات من وضعها الراهن، البلد غني بالثروات ولكنه فقير من القيادات الشريفة والمخلصة.