آخر تحديث :الأحد-16 نوفمبر 2025-02:26ص

حتى ربع قارورة

الأربعاء - 05 فبراير 2025 - الساعة 01:58 م
عادل الشبحي

بقلم: عادل الشبحي
- ارشيف الكاتب



قبل سنوات استلم سفير جديد مهامه سفيرا لبلده في اليمن وفي الأشهر الأولى ارتبطت بعلاقة جيدة معه حيث كنا نلتقي بشكل غير رسمي تقريبا كل شهر معظمها في مطاعم وكافيهات.


اتفقنا أن يتغدى عندي في البيت للمرة الأولى وزارني ومعه زميله في السفارة ، بعد الغداء تحدث معي بصوت هادىء أنه قد جلب لي هدية وأن آخذها من السيارة ففهمت مباشرة نوع الهدية ، وأثناء مغادرته فتح السيارة وأشار إلى صناديق مختلفة ل ٣ أنواع من الخمور الغالية التي يحبها متعاطوه، في مدينة يمنع فيها دخول الخمور يمثل الحصول على قنينة صغيرة منه أعظم وأغلى الهدايا ، وهو كان كريما وسخيا معي ، شكرته وعبرت له عن تقديري له وحرصه واعتذرت بأنني لا أتعاطى أي خمور .


في الحقيقة تعاطفت معه من الخجل والارتباك الذي رأيته في وجهه حيث شعر بأنه ارتكب خطأ دبلوماسي ، كيف يهدي خمر لشخص مسلم ؟ ، وهو دبلوماسي مميز ومحترف .


أفاض وكرر عبارات الاعتذار والأسف وهو محرج وأنا حاولت التخفيف عنه ، وعندما التقينا في اللقاء التالي قال لي أتمنى ما تكون زعلت مني لأنه كان ينبغي أن أسألك ما إذا كنت تتعاطاه لكني كلما تعرفت على سياسي يمني يطلبني خمر وأحيانا يبعثون ويتصلون لي بالليل يسألون ما إذا كان معي حتى (ربع قارورة ) هكذا قالها لي ، وحسب حديثه أنه بادر إلي بكمية وافرة تقديرا منه .


#عادل_الشبحي