الجنوب، بين النزوح وتفاقم الوضع المعيشي

من المؤسف جدا أن الأوضاع المعيشية في محافظات الجنوب تتفاقم يوماً بعد آخر، نتيجة الأزمات الاقتصادية المستمرة، وحرب الخدمات الممنهجة ضد شعب الجنوب، أضف إلى ذلك زيادة حالات النزوح من الشمال، وحالات اللجوء للأفارقة إلى الداخل الجنوبي، هذا الوضع المزري والحالة المعيشية المتردية تنذر بكارثة إنسانية وشيكة، إن لم تكن قد حلت فعلاً، حيث يعاني الجنوبيون من ظروف صعبة في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتدهور القيمة النقدية، وانقطاع المرتبات ومحدوديتها.

إن هذه الأزمات المتفاقمة أدت إلى وضع معيشي كارثي وسط انعدام القوت الضروري، الأمر الذي يهدد بالقضاء على المواطنين في كل أنحاء الجنوب، إن لم تكن هنالك حلول عاجلة وحاسمة لتفادي هذا الانهيار الكامل.

وأمام هذا الوضع المأساوي تطرح تساؤلات حول ضرورة وجود حلول جذرية لوقف تأزم الأمور، وإنقاذ أبناء الجنوب من الكارثة الإنسانية، فالشعب لم يعد قادراً على تحمل كل هذه الأعباء التي يواجهها، في ظل فساد مريع يأكل الأخضر واليابس.

إننا نناشد المجلس الانتقالي الجنوبي ومجلس الرئاسة بضرورة التدخل العاجل لإيجاد حلول لهذه الأوضاع الإنسانية المأساوية، قبل فوات الأوان ، فالأوضاع باتت غير قابلة للإستمرار، والشعب لم يعد بوسعه تحمل أكثر مما قد تحمله، وللصبر حدود.