آخر تحديث :الإثنين-16 يونيو 2025-08:23م

"صحوة ضمير من نوع آخر، هو ما تحتاجه الشعوب"

السبت - 15 فبراير 2025 - الساعة 10:47 ص
زياد بن محمد

بقلم: زياد بن محمد
- ارشيف الكاتب


إن ظلم الشعوب ومعاناتها لا يحتاجان إلى ثورات من أبنائها بقدر ما يحتاجان إلى صحوة ضمير من الحكام أنفسهم. إن من هم في مواقع السلطة ومن يحاطون بهم من حاشية ومقربين، غالبًا ما يكونون في منأى عن معاناة الشعب وظروفهم القاسية. فهؤلاء لا يشعرون بتلك المعاناة ولا يدركون حجم الظلم الذي يعيشه المواطنون.

فإذا جاءت صحوة الضمير من الحكام والمحيطين بهم، فقد تكون أسرع وسيلة لمعالجة الأوضاع المتردية وتحسين حال الشعوب. فالحكام يمتلكون القدرة على اتخاذ القرارات وتنفيذ التغييرات الجذرية التي ترفع من مستوى معيشة المواطنين وتخفف من وطأة المعاناة. والمقربون منهم يستطيعون أن يوصلوا تلك المعاناة اقضل من غيرهم، أما صحوة الشعوب وثوراتها، فإنها غالبًا ما تُقابل بالقمع والعنف. والزج بأصحاب الأصوات المطالبة بالتغيير في السجون، مما تزيد من معاناة الشعوب بدلًا من تخفيفها.

لذا من الضروري أن نركز على أهمية وجود ضمائر حية لدى الحكام والمقربين منهم. هؤلاء لديهم القدرة على إحداث الفرق وإنهاء الظلم. وعليهم أن يدركوا أنهم أمام مسؤولية أمام الله أولا، ثم أمام من وثقوا فيهم.

عليهم أن يدركوا حجم المسؤولية التي يحملونها تجاه شعوبهم وأن يعملوا على تحسين حياتهم من خلال الإصلاحات والتغييرات الضرورية. إن صحوة ضميرهم قد تكون الأمل الأكبر للشعوب، والعامل الرئيسي في تحقيق العدالة الاجتماعية والعيش الكريم.