آخر تحديث :الثلاثاء-06 مايو 2025-01:46ص

ساسة المصارعة الحرة!"ساسة يستحوذون على النعم و يذيقون الأتباع النقم"

السبت - 15 فبراير 2025 - الساعة 03:16 م
جلال ناصر المارمي

بقلم: جلال ناصر المارمي
- ارشيف الكاتب


المضحك المبكي و شر البلية ما يضحك:

و كم ذا ببلدي من المضحات…و لكنه ضحك كالبكا

أن ترى وقود الصراع على المناصب و المكاسب من الرعاع و الأتباع يتجادلون و يختصمون و يقتتلون تشجيعا و ترفيعا لطرف من أطراف المصارعة السياسية التي لا أجد لها وصفا أدق و هي به أحق من(المصارعة الحرة)التي يشاهدها و يولع بها جمع لا يستهان به من الحمقى و المغفلين الذين يدفعون الأموال و يهدرون الأوقات في متابعة مصارعة محسومة سلفا مزجت بين متصارعين مترفين يخادعون المتابعين و المشجعين و المتعصبين و الدافعين بطبيعة الحال بحركات (بهلوانية)مدروسة و متفق عليها سلفا بحيث يلهبون مشاعر و حماس و جدال الحمقى و المغفلين و ما أكثرهم فتلتهب الأكف تصفيقا و الحناجر تعليقا و يعلو الصفير تشجيعا و تلميعا و تهتف الأصوات تمجيدا و تأييدا بينما المتصارعون المترفون لا ينالهم أذى و لا عوار و لا قذى من(تمثيلية الصراع)التي صارت لهم دجاجة لا تبيض لهم ذهبا فحسب بل و تبيّض سواد وجوههم و صفحات جرائمهم عند من لا يعي و عن جهله و غفلته لا يرعوي!

هؤلاء المترفون المترفعون لا ينظرون إلى وجوه مشجعيهم و تابعيهم التي شحبت و رسمت فرشاة المعاناة خطوطها عليها فشاخت قبل أوانها و ساحت في غير ميدانها.


هؤلاء المترفون المتكبرون لا ينظرون إلى أعين الأتباع ليروا فيها متاهات من الحيرة و حكايات تطوى و لا تروى من الانكسار و بحورا من دموع محبوسة تحاول القفز من محاجرها علها تخفف من حزن دفين و نشيج مكتوم بين الأضلاع و حسرة على عمر ضاع و حال و صل بصاحبه إلى القاع.

هؤلاء المترفون المتبخترون لا يسمعون أنينكم حين تتلوون ألما من وجع أو سقم أو قهر يجلد أبدانكم و أرواحكم و أفئدتكم بأشد من السياط لأن أصوات سهراتهم الفاسدة تصم آذانهم إلا عن شهوة عابرة و لذة غابرة.


هؤلاء المترفون المتخمون لا ينظرون إلى أجسادكم النحيلة التي نحتها الجوع و العوز فصارت تتلقف فتات الطعام من المزابل و العابرين طرقاتٍ رديئة موحشة تحكي بلسان الحال فسادا و ظلما و دناءة عجز لسان المقال عن وصفها و رصفها فقد حجبتهم عنكم موائدهم العامرة و خزائنهم الهامرة التي تفيض عن حاجتهم و حاجة أحفاد أحفادهم و جميع أجيالهم بقدر ما يفيض نهمهم و شرههم و جشعهم و طمعهم و سلبهم و نهبهم.


هؤلاء المترفون المسرفون و المبذرون لا ينظرون إليكم فالنظر إليكم يصيبهم بالاشمئزاز و الضجر و الضيق و الكدر لأنكم تذكرنهم كيف كانوا و من أين أتوا و كيف أصبحوا!

لكنهم فقط ينظرون إليكم و ينظّرون بكم و عليكم عندما تخرجون كقطيع يساق إلى أصنامه و أوثانه كقرابين في مذبح العهر السياسي المبتذل و الرخيص لتصفقوا لجلاديكم و ترقصوا لذابيحكم

و تحيوا قاتليكم

و تتغنوا بمن استغنى عنكم!

فهل آن الأوان ألا تنظروا إليهم؟

فهل آن الأوان ألا تصغوا إليهم؟

فهل آن الأوان لتخلعوا طوق الخضوع لشهواهتم و الخنوع لنزواتهم؟


فأنتم وقودهم و صانعوهم.

أنتم سبب مجدهم و أقدام عروشهم و غذاء كروشهم.

و لقد آن أوان سقوط هذه العروش و الكروش المتخمة بعذابات الجموع المنهكة من ظلمهم و بطشهم و سلبهم و نهبهم و مراوغتهم.


ارفعوا رؤوسكم أيها الخاضعون فإذا رفعتموها فإنهم ساقطون

فهل أنتم فاعلون؟!


كتبه:أبو الحسن جلال بن ناصر المارمي.