آخر تحديث :الخميس-19 يونيو 2025-03:10م

المعلم وبساط الريح .. بين الواقع والحلول الوهمية

الإثنين - 17 فبراير 2025 - الساعة 10:33 ص
منى علي سالم البان

بقلم: منى علي سالم البان
- ارشيف الكاتب


في كل مرة يرفع المعلمون أصواتهم مطالبين بحقوقهم، تخرج علينا الحلول الحكومية بالكلمات والوعود، لكنها لا تلامس أرض الواقع أبدًا.


المعلم، هذا الجندي المجهول في معركة بناء العقول، يجد نفسه كل عام في مواجهة جديدة مع نفس المشكلة: رواتب لا تكفي لسد احتياجاته، بيئة عمل تزداد صعوبة، ووعود تتكرر دون تنفيذ. ومع كل إضراب، يطل علينا المسؤولون بخطابات تهدئة، لكنها سرعان ما تتبخر.


الإضرابات، على الرغم من كونها وسيلة غير مريحة، هي وسيلة تعبير عن الاحتجاج على هذه المشكلات، ويأمل المعلمون من خلالها في تحسين ظروف العمل والتعليم. والحكومة تكتفي في كثير من الأحيان بتقديم مسكنات مؤقتة، ووعود بتحسين الظروف التعليمية، لكنها تتجنب معالجة المشكلة من جذورها. كان آخرها توزيع مفارش (قطيفة) كأنها تضع المعلم على هذا البساط "بساط الريح"، تطوف به بين الاجتماعات والتصريحات، لكنه في النهاية يعود لنفس النقطة، بلا تقدم حقيقي، ولا حلول جذرية.


أخيرًا، إن إصلاح وضع المعلم ليس ترفًا، بل ضرورة لبناء أجيال قادرة على مواجهة المستقبل. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عبر حلول حقيقية ومستدامة، تبدأ باحترام دوره، وتقديره ماديًا ومعنويًا، بدلًا من الاكتفاء برحلات الوعود التي لا تصل إلى أي وجهة حقيقية.


ولم يتبقَّ إلا القليل من انتهاء العام الدراسي (الموقف)، وأيام قليلة سيطل علينا شهر رمضان في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار السلع الغذائية، وتهاوي قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية. فهل يعي المسؤولون ماذا سيكون حال المعلم كغيره من الموظفين المسؤولين عن أسر وأطفال والتزامات حياتية؟! أم حياة الترف والرغد قد غطت على عيونهم وآذانهم وجعلتهم لا يرون ذلك؟! فليس المعلم وحده المتضرر، فنحن أيضًا أولياء الأمور متضررون من حال أبنائنا الطلاب لما وصل إليه حال التعليم والمعلم في وطننا.


منى علي سالم البان