رمضان على الأبواب ولا يفصلنا عنه إلا أيام معدودات
ونحن مقبلون على الشهر المبارك شهر الطاعات و الصدقات ،شهر تقبل فيه النفوس على الخير والطاعات ، تضاعف فيه الحسنات والصدقات، تتنزل به الرحمات والبركات .
وكلكم تعلمون الوضع الذي وصل إليه الناس في اليمن عامة وفي الجنوب خاصة، ونحن نعيش واقع مؤلم ومعاناة شديدة وأزمات متتالية تخنق الناس في الجنوب، من فقر ومرض وانعدام توفر الخدمات و قلة الدخل وغلاء المعيشة، وارتفاع صرف العملات الاجنبية أمام الريال اليمني، فأصبح راتب الموظف لا يفي بسلعة أساسية واحدة، فأصبح الكثير من اهاليكم واخوانكم يتقشفون ويأكلون وجبة واحدة في اليوم من دقيق أو بر، محرومين من مواد غذائية أساسية مثل الأرز والدقيق والبر وزيت الطبخ والشاهي، ناهيك عن الخضروات أو الفواكة أو الصيد أو حتى ربع من دجاج، فقد أصبحت الظروف صعبة للغاية.
فالبعض من الناس لا حول ولا قوة إلا بالله يأكلون من براميل القمامة، أو من بقايا الطعام الذي يتركه الآخرين.
نناشدكم إخواني الأفاضل مناشدة الأخ لأخيه ومناشدة الابن لأبيه، بأن تكونوا سندا وعونا لمن جار عليهم الزمن، ومن فرج كربة عن أخية من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.
قال تعالى
( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
يا من أغناك الله اعلم أن
للفقراء حق معلوم في مال الغني فرضه الله، يجب أن يؤدى الغني الحق إلى صاحب الحق يقول الله تعالى( والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ).
إخواني الأفاضل تعالوا لنرسم في وجوه إخواننا وأهلنا الإبتسامة والسعادة والرضى، في هذا الشهر الكريم.
يا من أغناك الله اجتهد في قضاء حوائج الناس وآتهم من مال الله الذي آتاك .
فالبدار البدار أيها الإخوة المقتدرين، يامن تملكون المال نناشدكم إلى البذل والعطاء وإلى أعمال الخير والفلاح، وما نقص مال من صدقة.
كما نناشد الإخوة الكرام من التجار إلى الفك على المعسرين، وعدم ارجاعهم من أبواب محلاتهم خائبين مكسورين الخاطر.
إخواني التجار يسروا ولا تعسروا واقض حوائج المحتاجين من الخلق، واجرك عظيم عند رب الخلق أجمعين، فلا تدري بأي عمل يدخلك الجنة وإن صغر عمله، فكيف من فك معسرا في هذا الشهر الكريم.
ففي تكافلنا وتعاضدنا سعادة وبهجة، نرسمها في وجوه إخواننا المحتاجين في هذا الشهر الكريم، لتلبية احتياجاتهم الظرورية والأساسية، لتأمين وإيصال السلال الغذائية لمنازل المستفيدين.
وبالله التوفيق والسداد
مذكرااات
أبو السلطان الهيثمي