آخر تحديث :الأربعاء-02 يوليو 2025-01:19ص

مودية والثكنات العسكرية.

الثلاثاء - 25 فبراير 2025 - الساعة 02:56 م
عبدالعزيز علي باحشوان

بقلم: عبدالعزيز علي باحشوان
- ارشيف الكاتب


مودية، مقصد الناس ومأواهم في السلم والحرب... لا سلالات ولا أعراق، لا تمايز ولا تفاضل؛ فالناس كل الناس فيها سواسية...

موطن الآمنين وملاذ الخائفين وقبلة القاصدين من كل واد وفج.

صارت اليوم معقل المعسكرات وثكنة الجيوش والكتائب.


أملنا أن تدور فيها عجلة التنمية؛ فتزهو مدارسها وتنمو مؤسساتها ويسود فيها الأمن والنظام، ولم يكن ما أملناه.


بينما كنت ذاهباً مع صديقي العزيز رجل الخير والاحسان "مروان عاتق" وكيف لا يكون فيه الخير وهو من بيت المؤذنين فتجده تواقاً يسهم ويسخي في مشاريع متنوعة ومتعددة في المنطقة، وقد كان مقصدنا ليلة البارحة هو استكمال ما تبقى من أعمال الترميم لمسجد الفريض، وفور الإنتهاء من العمل مع حلول الظلام الساكت جلست وحيداً متأملا صامتا حد الاضطراب، أراقب أمامي الصرح التعليمي ل(مدرسة الفريض) وما خلفته الحملة العسكرية من خراب ودمار جراء تحول هذه المدرسة إلى ثكنة عسكرية غيرت ملامح المدرسة.


عدنا في الظلام الدامس والطرق مكسرة والجسور منعثرة والحفر متعثرة، وصولاً إلى مفرق أورمة الذي كان ملتقى بعض الأهالي لمن أراد التزود بالأخبار والمستجدات وإجراء الاتصالات كون القرية تعاني من عدم توفر الشبكة، غير أن هناك من استحدث نقطة عسكرية منعت الواصلين إليها وصارت مصدر خوف وقلق وتشكل تهديداً مباشراً للناس المارة عبر ذلك الطريق.


مروراً بقرن آل عشال وإلى أضخم صرح تعليمي في محافظة أبين "المعهد الزراعي" لكن سرعان ما تبددت أحلام الشباب وصار خراباً ودمارا جراء التفجيرات من تنظيم القاعدة نتاج تمركز القوات العسكرية فيه من الأعوام الماضية, واتمنى أن لا يتكرر هذا السيناريو في ادخال المعسكرات بين الأهالي والمدارس.


ووصولاً إلى عزلتي حي العمارات حيث يستوطن الحزام الأمني بمودية في أفخم وأروع مبنى للدولة "النيابة العامة" بذلك أصبحت المعسكرات مثل العواصف الهوجاء على سفننا التي مخرت عباب مدينتنا وحولت المدارس والمعاهد والطرقات إلى خراب ودمار يدمي له القلب ألماً ووجعاً ، لذا نحن نعيش مرحلة استنزاف وتمزق وضياع جراء تلك المعسكرات الأمنية بمدينة مودية.



اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين ونحن في أتم الصحة وراحة البال واجعله خاتمة لخطايانا، وأعنا على ذكرك وحسن عبادتك.