الشعب السعودي الكريم هو أحق شعوب الأرض بالتكريم والإشادة، ولهم يقف القلب قبل الجسد من المحبة والتقدير في قلوبنا لما يملكون من صفات الكرم والوفاء، وتقدير لمن عاش بينهم وسمع بكلماتهم، ومعهم تربى. بعيدًا عن العنصرية التي تخلو قلوبهم منها، ولا تجد عندهم ذرة من عنصرية تجاه الآخرين، مهما كانت جنسيتك أو بشرتك. هذه من صفات شهامة العرب النشامى. فإذا كنت تتعامل بصدق وإخلاص معهم، فهم يرفعون من قدرك ويجعلون مقامك كبيرًا وعزيزًا على قلوبهم. وأنا من الذين عايشتهم، ولي الشرف والفخر والاعتزاز أن كل قبيلة وحاضرة من هذا الشعب الطيب الكريم، الذي أكلت وشربت معهم، وجمعنا عيش وملح مع هؤلاء الكرماء النبلاء الذين لا يحسسونك أنك غريب، بل قريب، وقريب إلى قلوبهم التي ملأها الله سبحانه بالدين السليم والفطرة السليمة التي تعلموها من قيادتهم الحكيمة الرشيدة.
هذه القيادة جعلت المواطن السعودي من أفضل مواطني العالم. وصدق القول مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه: "سأجعل منكم شعبًا عظيمًا وستتمتعون برفاهية هي أكبر من تلك التي عرفها أجدادكم." وفعلاً أوفى بعده، ووفى أبناؤه من بعده إلى يومنا هذا في عهد ملك الحزم والعزم، الملك سلمان، وولي العهد الأمين صاحب الرؤية الثاقبة والطموحة. وهو ما قاله ولي العهد عن شعب المملكة: "همة السعوديين مثل جبل طويق لن تنكسر."
ومن الأمثلة الحية والدالة على وفاء الشعب السعودي، فقد تشرفت بزواج ولدي قبل شهرين، ومن فضل الله، كان المعازيم من أشقائنا وإخواننا السعوديين أكثر بكثير من مواطني بلدنا. ويشهد الله أن محبة هذه البلاد، وقيادتها، وشعبها في نخاع العظام، ولو أن بنوك الدم فيها دم أخضر، لغيرت دمي باللون الأخضر لحب هذا الوطن الذي تلهف قلوبنا بالدعاء بالخير والرفعة لهذا الوطن الذي تربطنا به علاقات مصاهرة وجيرة لسنوات في أحياء مكة. بالرغم أننا نتنقل من حي إلى حي، إلا أن العشرة والصداقة والمخوة تبقى خالدة أبدية. وكان لي الفخر والاعتزاز بقدومهم من مناطق المملكة الحبيبة.
ولا ننسى جهودهم الجبارة في التسابق لخدمة ضيوف الرحمن في المسجد الحرام، بخدمة الصائمين يومي الاثنين والخميس وأيام البيض، بموائد إفطار رسمية وفق تصاريح من رئاسة الحرمين وفق ضوابط رسمية ومنظمة. وأكثر من هذا كله، الابتسامة الصادقة في وجه كل فرد معتمر أو زائر لبيت الله الحرام. يشعرون الحاج أنه ليس غريبًا في هذه البلاد التي حباها الله قيادة حكيمة وشعبًا كريمًا.
حفظ الله قيادة وحكومة وشعب المملكة بحفظه، ورفع شأنها، وجعلها شامخة عالية إلى يوم الدين.