تعاني البوسترات الدعائية للمسلسلات الرمضانية اليمنية من ظاهرة الحشو المبالغ فيه بصور كافة طاقم العمل، الأمر الذي يُخرجها عن الهدف الأساسي منها ويفقدها عنصر الإبداع والجاذبية البصرية. على النقيض، نجد أن أبرز الأعمال الدرامية والسينمائية العالمية تعتمد على البساطة والتركيز، سواء بإبراز صورة البطل أو جزء من مشهد رمزي يعبر عن أحداث العمل، مما يثير التشويق ويجذب المشاهد لتخيل تفاصيل القصة والبحث عن أبطالها الرئيسيين.
هذه الفجوة في تصميم البوسترات اليمنية تعكس ثقافة "إرضاء الجميع"، حيث يصبح التصميم وسيلة لتحقيق المجاملة وإظهار التقدير لكل أفراد الطاقم بدلاً من استثمارها كأداة دعائية ترويجية فنية موجهة. وكنتيجة لذلك، تفتقر هذه البوسترات إلى التميز والتفرد، حتى لتجد نفسك في حيرة من أمر تمييز عمل عن آخر، نتيجة التطابق الكبير في التكوين والأسلوب.
هذا التوجه لا يُسيء فقط إلى جودة العمل الفني بل يأخذه بعيداً عن أهدافه التسويقية الأساسية، ويُظهر الحاجة الملحة إلى إعادة التفكير في ثقافة التصميم الدعائي، والتركيز على الجانب الإبداعي الذي يخدم مضمون العمل ويبرز طابعه الخاص. البوستر هو الواجهة الأولى التي يلتقي بها المشاهد، ويجب أن يعكس هوية العمل وروحه بشكل ذكي ومميز، لا أن يغرق في تفاصيل ترضية الجميع على حساب الجودة والفعالية.