كانت وستبقى الثقة المتبادلة بين القوى السياسية والاجتماعية الجنوبية؛ شرطًا مهمًا وحاسمًا لوحدة وتماسك جبهة الجنوب الداخلية؛ وهي ليست ترفًا أو شعارًا يرفع عند الحاجة؛ بل هي ضرورة وطنية وتاريخية تفرضها طبيعة الظروف الاستثنائية التي يمر بها الجنوب؛ وتشكل اختبارا حقيقيًا لكل من يضعون الجنوب وقضيته الوطنية في مركز الصدارة قولًا وعملًا؛ وتمثل لهم أولويتهم الأولى.
فبها وعبرها يستطيع شعبنا من امتلاك الضمانة الأكيدة والموثوقة لنيل استحقاقاته الوطنية الكبرى وبأقل الخسائر إن لم يكن بالإمكان تجنبها.
ولذلك يبقى الحوار عملًا ملازمًا للنشاط السياسي وفي مجمل حلقات كفاح الجنوب الوطني؛ وهو الاداة المناسبة وطنيًا وأخلاقيًا للوصول للحلول والتوافقات حول كل القضايا المختلف عليها سياسيًا؛ وهو الوسيلة الوطنية الأكثر نبلًا؛ والتي تحول دون اللجوء إلى وسائل أخرى سبق وأن مررنا بها وقد دفع شعبنا بنتيجتها أثمانًا باهظة.
وستبقى التنازلات المتبادلة قاعدة ذهبية لبناء مداميك الثقة المتبادلة؛ وعلى أساسها فقط يصبح التقدم إلى الأمام بمسيرة شعبنا وتحصينها من المخاطر أمرًا واقعًا ومأمونًا؛ لأنها ستكون محمية وطنيًا وبحرص الجميع ومسؤوليتهم المشتركة.