شتّان بين من كانوا يديرون عجلة الإعلام في شهر رمضان الكريم بالأمس، حيث كانت البرامج الدينية والاغنيات والاناشيد الدينية والمسلسلات الهادفة والمسابقات العامة والاطفال متصلةً بقضايا الدين، الأسرة، والمجتمع وايضا البرامج الرياضية والفنية والاخبار وبين إعلام اليوم. في الماضي، كانت الضحكة الطيبة تسمعها من كل بيت وكثيرة هي المسلسلات المحلية الاجتماعية ، ممكن تذكروا منها ، وكانت تلامس مشاعر المستمعين ، فتترك بصمة في قلوبهم.
كانت الكلمة الإذاعية تقترب من قلوب الصائمين، وخبراءٌ يحيكون النصوص الإذاعية بمواد مستوحاة من التاريخ مستفيدين من خبرات سنين ومسيرة إعلامية حافلة ومن ذلك البث المباشر ،اقوى البرامج الموجه منذ التاسيس عام 1990 ومن ذلك الأستاذ عبدالله عمر بلفقية والاستاذ/محمد عبدالله عمر ، الأستاذة /سهام عبدالحافظ ،الاستاذة /امال حميد.
أما اليوم، فقد تسابق صُناع المحتوى إلى خلق مواجهات إعلامية هابطة، في انحدار لا يقل سوءًا عن انهيار القيم، وسقوط الأخلاق، وانهيار سعر صرف العملة المحلية.
في الماضي، كان الجميع حريصا على عدم المساس بحرمة شهر رمضان الفضيل. كانت البرمجة الإعلامية، منذ ساعات الفجر الأولى، تسير وفق خطةٍ منسقة، تتضمن البرامج الدينية، الأغاني الهادفة، واللقاءات الروحانية، حرصا على تقديم محتوى يليق بقدسية الشهر.
أما في المساء، فكانت المحطات والإذاعات تنتقل إلى أجواء رمضانية أصيلة، تستضيف رجال الفكر والتنوير، الشعراء، والقامات الفنية، لتوثّق ذاكرة الإعلام وتؤرشفها بمهنية ومسؤولية.
لقد دمّرتم تاريخنا وهويتنا!
سمير الوهابي