ارتفاع المشاهدات لبعض المسلسلات اليمنية، هل هو حقًا مقياس للنجاح الفني؟

في خضم الجدل حول معايير تقييم الأعمال الدرامية، يثار سؤال حول ما إذا كان ارتفاع عدد المشاهدات يعكس النجاح الفني والثقافي للعمل. ويعدّ الربط المباشر بين الأرقام والجودة يعد تبسيطًا مخادعًا، حيث قد تجذب الأعمال "الضعيفة" جمهورًا واسعًا لأسباب اجتماعية وتسويقية، وليس بسبب الإبداع الفني.

يلجأ الجمهور أحياناً إلى الدراما الخفيفة كوسيلة هروب من تعقيدات الحياة، وهو أمر يُعزى إلى عوامل فسيولوجية ونفسية. إلا أن التسلية السطحية لا يمكن اعتبارها مقياساً للقيمة الفنية للعمل الدرامي. هنا تبرز "الهالة الشعبية" حول ممثل كوميدي مشهور، أو ممثلة جذابة، أو موضوعات مثيرة .. إلخ، إضافة إلى دور الآلة التسويقية الضخمة، في جذب #المشاهدات. كل ذلك يساهم في خلق #وهم حول القيمة الحقيقية للأعمال، بعيداً عن التقييم الفني الموضوعي. ولا ننسى أيضا الضغط الاجتماعي لمتابعة الأعمال الدرامية الشائعة والمثيرة للجدل، التي تكشف هشاشة اعتبار #المشاهدات مقياساً للنجاح.

ختامًا، يتبين أن ارتفاع عدد #المشاهدات ليس إلا جانبًا بسيطاً من جوانب "النجاح" وقد يكون الأقل أهمية في تقييم الأثر الثقافي أو الفني الحقيقي. فلو كان التقييم بالعدد كافيًا لما احتاجت البشرية إلى نقاد وأكاديميين لتحليل الأعمال ولما اختلفت الآراء حولها. فالنجاح الحقيقي للعمل الدرامي يُقاس بقدرته على إحداث حوار مستمر، وتأثيره في الوجدان، وإسهامه في تطوير اللغة الفنية. واستمراره في ذاكرة المشاهد هو المؤشر الأهم، ما عدا ذلك فهو ضجيج عابر في زمن الاستهلاك السريع.