آخر تحديث :الأحد-11 مايو 2025-12:53م

الإبحار ببحر الظلمات

الثلاثاء - 11 مارس 2025 - الساعة 10:49 م
د. علي عبدالكريم

بقلم: د. علي عبدالكريم
- ارشيف الكاتب


اللقاء بحد ذاته كان مطلوبا في ظروف تعصف بها الرياح ملغامرة ملاح ماهر خبر الرياح واتجاهاتها وكيف يدير الاشرعة لسفينة الحوار كى لا تغرقها عواصف بحار وأمواج عاتية تعصف بالمحيط والاقليم وبلادنا اليمن الذي تتجاذبه امواج شتى وسفن متعارضة الاتجاهات والمواجهات وهكذا كان حوار الاخ الرئيس علي ناصر محمد مع محطة الbbc وهي المحطة التي لا تدخل بحرا إلا هيجت أمواجه ولا ترد فضاءا إلا وعكرت مزاجه وهي البي بي بي التي يقال عنها بأنها محطة محترفة من سلالات صاحبة الجلالة التي لا تدس أنفها إكراما لوجه الله والناس ولكن لغرض في نفس ابن يعقوب فهي والحق يقال لا تكذب لكنها لا تقل الحقيقة بتاتا والفهيم تكفية الإشارة وعليه البحث عن الحقيقة كبحثه عن كنز سليمان في زمن عزت فيه الكنوز السائبة بعد ان تلاعبت بها محركات جوجل وايادي ترامب التي تأخذ باليمنى الكثير وتصرف ما تيسر باليسرى وبشروط ابن اوى بأسواق هو صانعها وممولها

نعود لموضوع الحوار الذي بدأته البي بي سي بنكي الجراح وهي تحمل ناصر مسؤولية كارثة 13 يناير الدامية وكعادة البي بي سي كانت تريد المضي بعد تثبيت التهمة ثم الإبحار صوب رياح وعواصف تعصف بمجمل الوضع المازوم في بلادنا في محاولة لوضع النقاط على الحروف حول مالات الحرب والسلام في بلد طالته الحرب الضروس ومزقته اربا وعصفت بواقعه برا وبحرا امنا وأمانا واقتصادا مدمر وارض خراب ولم يعد قادرا على الإبحار بعيدا عن المياة الأسنة التي ركدت بها سفنه سواء كان ذلك بفعل ضغوطات عامل خارجي او تهاون و اضمحلال وضمور لاداء العامل الداخلي المكتفي بقبول دور الدوبلير حيث الدور الأساس باتت توديه قوى خارجية توجه...تمول ..تغير وتبدل متى ما شاءت ومتى ما ارادات وتلك كارثه بلادنا الحقيقية التي ولدها بالأساس الانقلاب على الدولة وعلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وما تلى ذلك الانقلاب من تصدعات أخرى تصب في مجرى أضعاف وإهلاك ما تبقى من رمق الجهد الوطني الذي بنته تضحيات أجيال وجدت نفسها نهاية المطاف تبحر في مياة راكدة اسنة يبدو الابحار عبرها صعبا واجتيازها أكثر صعوبة مما يجعل أكثر الأمور قبولا هو التسليم بالأمر الواقع شمالا ممزق وطنيا تحت سيطرة من قام بالانقلاب على الدولة ومخرجات موتمر الحوار الوطني الشامل ويبقى الجنوب الممزق تحت سيطرة الأمر الواقع للانتقالي شريك الشرعية التي تسندها شرعية دولية وفق قرارات مجلس الأمن وتحت وصاية البند السابع واللجنة الرباعية التي تدير لعبة ابحار السفن في اتجاهات متعارضة إلا أن كان للإبحار في الاتجاه الصحيح ما يخدم مصالحها مجتمعة أو مصالح هذا وذاك من أطراف اللجنة الرباعية

ضمن هذه الأمواج المتلاطمة ابحرت البي بي سي رحلتها مع الرئيس علي ناصر علها تجد عبر حوارها معه على مرفأ صالح لرسو سفينة الحل النهائي لأزمة بلادنا الطاحنة التي مزقتها الحرب أشلاء وشيع متقاتلة وجماهير غفيرة تبحث عن واحة للاستقرار للخروج من دوامة الحرب والتمزق والافلاس وهنا كان الحوار مفعما بالأسئلة للاخ الرئيس عن مقترحه الداعي لوقف الحرب نهائيا فقد جربها اليمنيون ولم تشكل حلا لكنها تخلف فقط دمارا وشتاتا وتمزيقا لنسيج الترابط الوطني وتدميرا لمقدرات البلد الاقتصادية ولأن مشروع الرئيس وبالعناوين العريضة التي طرحها وكانت مثارا لنقاش حاد بين مقدم البرنامج والاخ الرئيس نقاش يسأل عن إمكانات تطبيق هذه الافكار بأرض وواقع أكثر تعقيدا حيث باتت الحركة الحوثية أو حركة أنصار الله بطروحاتها أكثر بعدا واغترابا عن طروحات الاخ الرئيس والانكى أن الحركة الحوثية فكرا وممارسة تبدو مغردة خارج تاريخ النضال الوطني لأن طروحاتها تصب خارج مسارات ومصالح المواطنة وتستلهم الغيب حول الاصطفاء والتميز وتلك حالة كارثية لن يقبلها عقل عاقل وبالمقابل تصب طروحات ذات أبعاد مناطقية تغرد خارج السرب الوطني لا شك تشكل عائقا موضوعيا ليظل السوال حول امكان تجاوزه وهل تسمح الظروف بذلك من هنا تأتي مبادرة الرئيس تحريكا للمياه الراكدة ليظل السوال المطروح من البي بي سي وما هي إمكانات تطبيق مثل هكذا مبادرة وهل تتوافر لها عناصر دعم وقبول وطنية وإقليمية ودولية لذا نقول بأن ما تضمنته المبادرة لم تكن مجرد رمية رام في العراء لكنها جهد وسعى يحرك مياه ركدت وتحربكا لجهد وطني واقليمي ودولي للتحرك بعيدا عن المنطقة الصماء التي يسمع فيها طرفا ما يطرحه الطرف الآخر أو مغادرة المنطقة الرمادية في ظل توجهات دولية واقليمية بدأت تلوح بالملموس للبحث عن حلول لأزمات خلفتها مرحلة تباينات المصالح الدولية والاقليمية دفع أثمانها الطرف الأضعف والذي يراد له أن يبقى ضعيفا تدير شوونه قوى أخرى وقد حان وقت أن يلتئم الجهد الوطني للخروج من هذه الديلما القاتلة التي طال مداها وزاد منسوب تكلفتها ولم يتبقى الا الذهاب نحو مشروع وطني تتولاه اياد وطنية من هنا تأتي أهمية ما تضمنته مبادرة الاخ الرئيس والتقاط البي بي سي لها لتدير حولها حوارا اثار جدلا وغيظا رات فيه أطرافا محاولة من الاخ الرئيس للاحتماء بها عن المحاسبة والمساءلة التاريخية عن إخفاقات التجربة الرائدة لجمهورية اليمن الديموقراطية الرقم الصعب حين كانت وكان القها الوطن يمثل على النطاق الوطني والإقليمي رقما صعبا يمكن تجاوزه بل ذهب البعض للقول بأن ما تضمنه مقترح الرئيس علي ناصر ليس أكثر من أضغاث احلام لما أسماه المنتقدون للحوار والمقابلة البي بي سي من قبل تيارات الاشتراكيين والقوميين والوحدوين لجر البلاد نحو باب اليمن مجددا بعيد إنهاء حرب 94 اخر خيوط الوحدة وإذا كنا نوافق على ما أحدثته الحرب الظالمة حرب 94 من قتل وتدمير لمشروع الوحدة فالأمر يدعونا جميعا للبحث عن أفضل السبل التي تخرجنا من دوامة ما نحن فية تمزق وضياع من هنا تأتي أهمية ما طرحة الاخ الرئيس ولا بأس أن تثار حول ما طرح جملة من الروى والانتقادات والتباينات

بعيدا عن كيل الاتهامات والوصفات الجاهزة فحق الاختلاف وارد وحق الخلاف يفتح آفاقا وابوابا أغلقت اما البقاء تحت وابل الاتهام وعض الاصابع

وتدوير دولاب الخلاف والاختلاف خارج عقلنة البحث عن الخروج من المازق الدامي الذي نعيش لن يجدي نفعا بل يصب مزيدا من الجاز على أتون الاشتعال..من تتبدى واقعية النظرة الممعنة بالتامل والتعامل الناقد بوعى من خلال قراءة فاحصة منتقدة تقدم

بديلا وطنيا تشارك في صياغته كل القوى والأطراف الوطنية المؤهلة بعيدا عن أي وصايات اي تكون و دونما عزل واستبعاد وتخوين لأى طرف متى كان مؤمنا بالثوابت الوطنية دونما فرض أو ابتزاز أو مصادرة وبالذات للقضية الجنوبية وتضحياتها...... وايضا دونما شطط ومصادرة لتاريخنا الوطني....... كذلك......... بعيدا عن مفاهيم........ السلالية والمذهبية والمناطقية وهي المقولات التي تنتصر لها كافة المشاريع الوطنية وبضمنها مشروع ناصر الذي ركز عليه حوار البي.... بي...... سي

ختاما هى دعوة لمزيد من الحوارات الوطنية التي باتت ضرورة قصوى ضمن ما نراه من تحولات متسارعة بلادنا بأمس الحاجة لها فهل تكون مبادرة الرئيس ناصر فاتحة امل في جدار الأزمة الأصم لا يسمع ولا يرى غير أزيز الرصاص وترهات احاديث ما قبل الوطن والمواطنة المتساوية عنوانا العمل للمرحلة المقبلة عدا ذلك فلغو وهراء