من حق الأخ الرئيس علي ناصر محمد أن يستعرض تجربته السياسة في مسيرة النضال الوطني، وفي الحكومة على مدى ربع قرن من الزمان، باعتباره أبرز الفاعلين السياسيين والإداريين في مسيرة الجنوب، سواء في مرحلة الثورة أو بناء الدولة "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".
ومن حق الآخرين أن يدلوا بدلوهم منتقدين أو مؤيدين، باعتبار أن التاريخ مشاع للجميع، ضمن قواعد الحوار البناء وأصول الرأي والرأي الآخر، وأن الاختلاف لا يفسد للود قضية..
أما أن تنبرئ أصوات لا تمتلك الحصافة ولا أخلاقيات الحوار، ولا لديها ذرة من المسؤولية الوطنية لتسفه تاريخ الرجل بأكمله، وتلجأ إلى نبش اللحظات الخلافية في تاريخنا، والتي أجمعت الأطراف الوطنية على نسيانها ورميها خلف ظهورنا، وتحصين أجيالنا من إعادة تمثلها من جديد، باعتبارها نقطة سوداء الكل مسؤول عن حدوثها، واعتبار أن التصالح والتسامح الجنوبي قد جب ما قبله..
ولذلك ننصح المتمترسين في خنادق الماضي والمتمرسين في نبش العداوات وإشعال نيران الفتنة، الغربان السوداء التي تنعق على أطلال الماضي مٱسيه وتستحضرها دوماً، أن تتجه إلى ما يجمعنا لا إلى ما يفرقنا، وأن تعي من الماضي دروسه وعبره حتى نجنب وطننا وشعبنا ويلات قادمة.
والله من وراء القصد..