مقال صادم يبث الرعب لدى الشباب وذويهم وخصوصاً الأب الذي يبذل الغالي والنفيس حتى يعطي ولده كل ما يحتاجه ليكون فلتة زمانه، قرأت قبل يومين عن دراسة أميركية تفيد بأن مع مرور السنين ينخفض مستوى الذكاء لدى الشباب بشكل حاد ومخيف وافادت جامعة ميتشجان الأمريكية بأن الشباب والمراهقين يواجهون صعوبة في الحفاظ على التركيز ويعانون فقدان في مهارات التفكير وحل المشكلات وتوهان في معالجة المعلومات، وطبعاً كل هذه الجوانب أساسية لما يطلق عليه أسم *(الذكاء)*.
بالفعل إذا تلاحظوا أن التعلق السطحي للشباب بوسائل التواصل الإجتماعي وعلى حساب دراستهم وتحصيلهم العلمي يجعلهم عرضه بما يسمى بتعفن الدماغ *(Brain rot)*.
إدمان الشباب على استخدام الجوالات وتصفحهم مواقع سطحية بدون محتوى واهتمامهم بقضايا تافهة كأخبار الممثلين والمشاهير ودوري كرة القدم وأخر صيحات الموضة جعلهم كتلة دماغ متصلبة فارغة عفنة لا تصلح للعلم أو تحمل المسؤولية واتخاذ القرار.
تخيل عزيزي القارىء الكريم أن تضغط على نفسك وتدخل اولادك أحسن وأغلى المدارس وتقطع من لحمك حتى يكون أبنك ذو شأن في المستقبل وفي الاخير يتخرج بجوال 14 ifon pro من شركة Apple fon العالمية مشبع بمواقع أخر أفلام شركة Star Movies العالمية وصفحات لإنجازات النادي الكاتالوني Barcelona وجدول مباريات الدوري الاسباني على حساب جدول حصص المدرسة، الصراحة الجوال ضخم وهيبة ومساحة خزن هائلة ولكن للأسف لن تجد في هذا الجوال المطور الأسطورة كتاب علمي واحد، ولن تجد أي ملف إلكتروني مضغوط pdf فيه دروس تعليمية مفيدة.
انشغالنا في ضجة الحياة ومكابدتنا لتوفير لقمة العيش وافتقادنا للإطلاع على مثل هذه الدراسات جعل مشكلة تعفن الدماغ تنتشر كمرض السرطان وتستفحل تدريجياً بدون ان نشعر فيها وفي النهاية عند تخرج إبنك من الجامعة تجده عالم من علماء مواقع التواصل الاجتماعي واتساب وتويتر وفيسبوك وانستجرام وللأسف العلم والثقافة صفر ( راحت فلوسك يا صابر ).
*لا تستطيع انت أو غيرك أن تمنع مشكلة أو ظاهرة تعفن الدماغ ولكن بإمكانك الحد منها.*
*أن ترك الحبل على الغارب في مسألة إقتناء لولدك أفخم وأحدث الجوالات بدون رقابة يساهم في إفساد وتعفن دماغ ولدك إلا من رحم ربي.*
*حاول أن تقنع ولدك بالتوعية والكلام الطيب الجميل بأن يوازن بين المواقع الإلكترونية الترفيهية والمواقع العلمية المفيدة له ولدراسته.*
*يا مسؤولين سلامات، إلى متى سيستمر الإضراب؟ الطلاب دوخوبنا في الشوارع وانتشرت ظواهر مخيفة واخاف تتطور هذه السلبيات وتصبح ثقافة بلد وتدمر المجتمع ككل.*
*قضية إضراب المعلمين وتوقف الدراسة في بلادنا اسهمت في تعفن دماغ الطالب والأب والأم والشعب كله واصبحنا متعفنين جسدياً وعقلياً وفكرياً ودماغياً بسبب هذه الأوضاع المزرية، إلى متى؟*
*مودتي