معركة تحرير عدن.. معركة فاصلة في تاريخ اليمن المعاصر

بكل اعتزاز، تأتي ذكرى تحرير العاصمة المؤقتة عدن من المليشيات الحوثية لتشعل في أذهاننا جميعًا قيم التضحية والنصر والحرية والشموخ والكبرياء.

لقد كانت معركة عدن ضد المليشيات الحوثية الغازية معركة فاصلة في تاريخ اليمن المعاصر، معركة لم تكن مجرد صراع على الأرض، بل كانت معركة كرامة وحرية لشعب عانى طويلًا من الظلم والطغيان، معركة خاضها أهالي عدن الأبطال، جنبا إلى جنب مع إخوتهم من أبناء المحافظات الأخرى، فكانت مثالًا حقيقيًا للتضامن الوطني في مواجهة المعتدي.

لقد وقفوا بشجاعة في مواجهة المليشيات الحوثية التي كانت تسعى لفرض سيطرتها على عدن، لكن بفضل تضحياتهم ودمائهم الطاهرة، استطاعوا أن يحرروا هذه المدينة العظيمة ويعيدوا إليها الأمل، واليوم، ونحن نحتفل بهذه الذكرى المجيدة، نستحضر تلك اللحظات البطولية التي قدم فيها رجال ونساء عدن وأبطال المقاومة الجنوبية أروع صور الفداء.

إن تحرير عدن كان له تأثير عميق على اليمن بأسره، فقد شكّل نقطة تحول فارقة في مسار المعركة الوطنية ضد الانقلاب الحوثي، حيث أسهم في تعزيز عزيمة المقاومين في مختلف الجبهات، تلك اللحظة التاريخية التي جسدت فيها المدينة قيم الصمود والنضال، لا يمكن أن تُنسى، وستظل دائمًا علامة فارقة في تاريخ اليمن الحديث.

وبهذه المناسبة العظيمة، نزف أسمى التهاني والتبريكات إلى أبناء عدن الأحرار، الذين لم يترددوا لحظة في الدفاع عن مدينتهم، وقدموا أرواحهم فداءً لعزتها، كما نتقدم بالتحية والإجلال لأبطال المقاومة الجنوبية الذين خاضوا هذه المعركة بكل إصرار وعزيمة، ليبرهنوا للعالم أن عدن وأرض اليمن لن تكون إلا حرة ترفض المشروع الإيراني الطائفي.

وفي هذه المناسبة، نرفع أيدينا بالدعاء لشهدائنا الأبرار الذين بذلوا أرواحهم من أجل تحرير عدن ووطنهم، فهؤلاء الأبطال سيظل ذكرهم حيًا في قلوبنا، وستظل دماؤهم الزكية خالدة في تاريخنا ،كما نتمنى الشفاء العاجل للجرحى الذين لم يترددوا في تقديم الغالي والنفيس في سبيل الله والوطن.

رحم الله شهداءنا الأبرار، وجعل الشفاء لأبطالنا الجرحى، ونسأل الله أن يحفظ عدن وسائر اليمن من كل شر، وأن ينعم على بلادنا بالأمن والسلام والاستقرار.