في ذكرى تحرير عدن:
الحمد لله على نعمة التحرير…
في معارك تحرير عدن، كان كل سكان عدن أبطالًا في هذه المعركة، والبطولة هنا لم تكن مقتصرة على من حملوا السلاح فقط، بل كان الجميع أبطالًا، حتى من لم يحمل السلاح؛ النساء، الأطفال، المدنيون…
فعندما أسقط الحوثيون بعض أحياء عدن، ترك كل سكان هذه المناطق بيوتهم، موجّهين رسالة للحوثيين تقول:
“حتى وإن أسقطتم منطقتنا بقوة السلاح، فلن نقبل بكم، فإذا لم نتمكن من منعكم من دخول مناطقنا، فعلى الأقل لن نقبل بالبقاء في مكان أنتم فيه، حتى وإن كانت حاراتنا وبيوتنا.”
هذا الموقف أبقى الحوثيين في عزلة، وأشعرهم بعدم القبول بهم تحت أي ظرف.
وقد فهم الإقليم والعالم هذه الرسالة: “لا قبول بالحوثيين مطلقًا.”
وجاء بعدها التدخل الإقليمي لإسناد حالة الرفض في المدينة.
وفي خضم هذه الملحمة، كان الشهيد اللواء علي ناصر هادي والوزير نائف البكري من أبرز القيادات الميدانية التي مثلت المقاومة على الأرض في عدن.
كان ظهورهما اليومي في قناة عدن يمنح الناس الأمل بالنصر.
كان ثباتهما، الذي ظهرت ملامحه في تصريحاتهما وتحركاتهما، يُجذّر في النفوس الإيمان بالنصر.
كنا ننتظر كل يوم إطلالة الشهيد علي ناصر هادي على شاشة قناة عدن، يتحدث بعفويته المعهودة وبلهجته البدوية التي تضجّ بالإقدام والإصرار على كسر الغزاة.
كل أعياد الثورات تشيخ بمرور السنين، إلا ذكرى تحرير عدن من الغزاة الحوثيين؛ فهي مناسبة كل سنة يزداد إيماننا بعظمتها.
فكلما رأينا ما يقوم به الحوثيون من مظالم وعسف في مناطق سيطرتهم، زاد فخرنا بذكرى التحرير، وزاد إدراكنا لعظمة هذه الذكرى.
دم الشهيد علي ناصر هادي وحده يكفي لأن يجعلنا نمقت الجماعة الحوثية إلى يوم القيامة، وأن نلعنها ما حيينا، وأن نبتهج لكل ضربة تطالها.
فما بالك بدماء مئات الشهداء من أبطال هذه المدينة؟ فإن دفن الحوثيين أحياءً جميعًا لا يكفي ليشفي غليلنا، ولا ليُداوي ألمنا على خسارة أولئك الأبطال.
رحم الله كل شهداء عدن والمقاومة الجنوبية، وأسكنهم فسيح جناته،
ورحم الله كل روح شهيد سقط وهو يقاتل هذه الجماعة الإرهابية في كل مناطق اليمن، شمالًا وجنوبًا.