بين حكايات الماضي الجميلة عن جمهورية عظيمة يحكمها العدل والديمقراطية في القرار، وعن قوة سيادية عظيمة قديماً تهابها كل دول الجوار الهزيلة رجولياً، وبين ممارسات اليوم من مرتزقة يتغنون بقضية أصبحت تجارة للربح، يبنون من بعدها قصوراً ويصنعون منها تجارةً رابحة.
بين أسماء عظيمة تخرجت من أرقى الكليات العسكرية والسياسية، وبين أسماء تخرجت من أسواق الماعز لقيادة ما يُقال عنها قضية محورية.
اختلاف بين واقعين: واقع تحكمه الرتب العسكرية وواقع تحكمه الكينونة الجهادية. ومابين النعيم الأول والجحيم الثاني، فإن الأخير طحن فيه الشعب المكلوم، وأصبحوا لا يعرفون من النعيم الأول إلا قصصاً تروى فقط.
أصبح الشعب يعيش في طبقتين فقط: طبقة غنية وطبقة فقيرة تحت خط الفقر. ولماذا لا؟ من اختارهم الشعب اختار أن يكون ضد الشعب. اختار أن يشبع حاشيته على حساب شعبه، اختار أن تملأ خزائنه على حساب فقر شعبه. اختاروا الارتزاق للغير ضد من هم من جلدتهم.
عقد من الزمن وهم يمتلكون زمام الأمور، ولم يفعلوا شيئاً. عشر سنوات وهم يمتلكون جيشاً قوياً وعتاداً متطوراً. عشر سنوات وهم يحكمون الأرض والشعب، لكن ذلك لا يُسمن ولا يُغني من جوع.
عشر سنوات وكل الجبايات والإيرادات من المناطق المحررة تذهب إلى حساباتهم في البنك الأهلي. عشر سنوات ولم نرَ أي تحسن في أساسيات الحياة من ماء وكهرباء ورواتب وسلع غذائية.
نحن شعب لا نريد العيش في رخاء مثل باقي الدول، فقط نريد أن نعيش حياة كريمة دون إذلال.
ألا يحق للشعب أن يثور بعد كل هذا؟!