آخر تحديث :الأحد-08 يونيو 2025-12:42م

الهوية الوطنية في خطر.

الأربعاء - 02 أبريل 2025 - الساعة 08:16 م
محمد عبدربه

بقلم: محمد عبدربه
- ارشيف الكاتب


في الوضع الراهن، يجب على الشعب اليمني وجميع القيادات السياسية والحزبية والعسكرية والأمنية الالتفاف حول قيادتهم، واعتبار ذلك خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه أو المساس به. فالوحدة الوطنية هي صمام استقرار الوطن من جنوبه إلى شماله، وقوته الضاربة في وجه أي زعزعة أمنية أو تدخلات خارجية، وهي صمام الأمان للبلاد. وكما هو معلوم، فإن الوطن العربي مستهدف بسبب الأطماع والفرقة والاختلافات التي تعصف بكل قطر عربي، مما قد يدفع بمصير الأمة إلى الهاوية. لذا، فإن مطلبنا الوطني هو توحيد الصفوف والالتفاف حول قيادة تحمل مشروع اليمن الاتحادي الجديد الذي يتسع لكل اليمنيين. ستبقى كل محافظة بأبنائها، وستكون قياداتها مسؤولة عنها، ولن يكون هناك ظلم أو تهميش، لأن الجميع أدرك خطورة الوضع في اليمن والأطماع الخارجية. وفي ظل حرب الإبادة والتشريد التي تشهدها دولة فلسطين، قطاع غزة اليوم، وسعي الصهيونية لطرد أبنائها وتهجيرهم من وطنهم، يجب على قيادتنا الاستفادة من هذه الدروس، فالقادم قد يكون أخطر. وعلى جميع الأطراف اليمنية السياسية أن تتقبل بعضها البعض، فوحدة الصف تتطلب التنازلات، وبلادنا في أمس الحاجة إلى تضافر جهود جميع أبنائها. ويجب تجنب إثارة صراعات سياسية أو القيام بأعمال تحريضية من على المنابر والمواقع الدينية منعًا باتًا، فهذا لا يخدم الوطن بل يزيد الأمر تعقيدًا، وهويتنا الوطنية اليوم في خطر .


الواقع الحالي يفرض توحيد الكلمة والعمل بين جميع فئات الشعب لإنقاذ اليمن من مستنقع الاقتتال والإرهاب وضياع الهوية الوطنية اليمنية المستهدفة. يجب أن نعمل معًا من أجل حاضر ومستقبل أفضل لأبنائنا. مرت أحد عشر سنة على اليمن والنيران تشتعل فيه، أحرقت الأخضر واليابس، وشردت الأهالي بسبب المزايدات والمكايدات وهوس الكرسي. لقد قُدِّم شهيد وجريح من كل بيت في اليمن، إلى متى يستمر هذا الحال؟

ألا تخجلون يا قيادات الفنادق والموضة والسفريات اليومية؟ انظروا إلى الأزمة الكارثية التي يمر بها اليمن بسببكم! لقد حان الوقت لتوحيد العمل والوقوف صفًا واحدًا لأجل الوطن. يجب تجاوز الخلافات السياسية الضيقة التي لا طائل منها. التنازلات واجبة، فالوطن أغلى من السلطة، والمصلحة العليا تقتضي أن نتقبل بعضنا البعض، وأن نضع الشخص المناسب في المكان المناسب.

إنّ التعويل على انتهاء هذا الوضع بسهولة ما هو إلا وهم؛ فالأوضاع في اليمن بالغة الخطورة، وهذا التعويل يساهم في تفتيت الهوية الوطنية اليمنية المهددة، وينذر اليمنيين بفقدان وطنهم بسبب التدخلات الخارجية الدولية والإقليمية.


التي تسعى إلى تمزيق اليمن. لذا، يجب تعزيز وحدة الصف اليمني بين جميع الأطياف الحزبية والسياسية والشعبية لتشكيل جبهة موحدة هدفها استعادة الجمهورية ومؤسساتها.أولًا، تعزيز وحدة الصف والاجتماع حول مصلحة الشعب. ثانيًا، التنازل عن المصالح الشخصية والإقرار بأن مصلحة الوطن تسمو فوق كل الاعتبارات. فلنعمل سويًا من أجل حاضر ومستقبل زاهر لأبنائنا، في ظل دولة تنعم بالأمن والإيمان والسلام والاستقرار.