آخر تحديث :الأربعاء-30 أبريل 2025-08:03ص

مسام لنزع الألغام... مشروع عظيم إنجازات كبيرة ومهام إنسانية كريمة.

السبت - 05 أبريل 2025 - الساعة 07:50 ص
عبدالكريم صلاح.

بقلم: عبدالكريم صلاح.
- ارشيف الكاتب


واجهت اليمن منذ تمرد مليشيات الحوثي الإرهابية تحديات ومعضلات عديدة وشكلت الألغام التي زرعتها المليشيات مشكلة حقيقية أمام الشعب اليمني في معظم محافظات اليمن وخاصة المناطق التي شهدت دخول المليشيات الحوثية الإرهابية إليها أصبحت من المناطق الملوثة بالألغام، حيث عانى ويعاني منها المواطنين، وحصدت أرواح الآلاف منهم وتركت إعاقات جسيمة تحزن القلوب ويندى لها الجبين، ومثلت عائق أمام حركة الناس والتنمية الاقتصادية وعودة اللاجئين والوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات الأساسية، ومنعت المزارعين من استخدام الأرض أو كسب لقمة العيش.

وقد بالغت المليشيا الحوثية في إجرامها في زراعة هذه الألغام الخطيرة والمدمرة في مناطق شاسعة وزراعتها بطريقة عشوائية وبمختلف الحيل والصور غير المتوقعة أو مألوفة في حربها وعدوانها مخلفة، وحسب تقارير رسمية وأممية ومنظمات محلية، أن الألغام الحوثية خلفت أكثر من 4501 قتيل و5083 مصابا.


وأمام هذا المعضلة الكبيرة والخطر الداهم أمام أبناء الشعب اليمني بادرت المملكة العربية السعودية كعادتها لإنقاذ الشعب اليمني من هذه الآفة من خلال مشروعها الإنساني الكبير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والذي بدوره أطلق مشروع مسام لنزع الألغام، حيث حقق منذ انطلاقته إلى الآن إنجازات كبيرة، تكللت بالنجاح بفضل الله ثم بجهود فرقه المتكاملة.

حيث حقق مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن، إنجازات كبيرة وأرقام قياسية من خلال فرقه المنتشره بالميدان والبالغة 32 فرقة، استطاعت تطهير 65 مليون و 888 ألفا و 674 مترا مربعا 65,888,674 مترًا مربعًا من الأراضي اليمنية، ونزع 463 ألفا و673 لغما وذخيرة غير متفجرة.

وحرصًا على سلامة فرقه العاملة في الميدان وضع مشروع ‎مسام سلامتهم أولوية قصوى وبأعلى المعايير الطبية، وتوفير التدريب والمعدات لضمان حماية أبطاله أثناء نزع الألغام في اليمن، سعيا لإعادة الحياة إلى الأراضي التي لوثتها المليشيات الحوثية الإرهابية بالألغام.


وإلى جانب عمل مشروع مسام في نزع الألغام ساهم في عدة مسارات إنسانية وخدمية، منها تنفيذ البرامج التوعوية في المدارس، والتحذير من خطر الألغام، وتوعية أفراد المجتمع، أن الألغام ومخلفات المليشيات الحوثية التي أوغلت في جرائمها لم تستثني أحدا في جرائمها فاستهدفت الطفل والتلميذ والمعلم والمرأة والمسافر والمزارع والعامل البسيط، ومسار إنساني آخر زيارة مخيمات اللاجئين والنازحين وتقديم الهدايا المعبرة لهم في أكثر من زيارة ومناسبة وتقديم الدعم النفسي لهم.


ولم تتوقف أعمال المشروع عند هذه الأعمال والمسارات والإنجازات، فقد قدم المشروع مواقف عظيمة وتضحيات كبيرة لن تنساها الأجيال وستكتبها في أنصع صفحات التاريخ وأعظم الملاحم الإنسانية. بعزمٍ وحزمٍ وحبٍ للعطاء والتضحية، ‎لبى فريق مسام نداء الإخوة ونداء الإنسانية، وقدم الشهداء الذين سطّروا بدمائهم الزكية الطاهرة مواقف عظيمة وملحمة إنسانية خالدة، ورسموا أعظم صور الجهاد حيث قدموا أرواحهم وحياتهم في سبيل إنقاذ حياة الناس في اليمن.


المملكة العربية السعودية كانت وما تزال المشارك الأول والفاعل في جهود إزالة الإلغام في العديد من المناطق اليمنية، ضمن عملها المستمر لإزالة تأثير الألغام لتصبح المناطق اليمنية المستهدفة أكثر أمنا واستقرارا، بعد أن تعرضت لهذه الألغام والعبوات والمخلفات غير الإنسانية التي تحرم المواطن اليمن من فرص الحركة والانتقال والتعليم والعمل النمو والإعمار.

هذا المشروع الكبير صورة من الصور المضيئة للمملكة العربية السعودية وقيادتها الكريمة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله في العطاء والسخاء والدعم.

وحقيقة ما قاله مدير عام المشروع الشخصية الإنسانية والصادقة الأستاذ أسامة بن يوسف القصيبي أن مشروع مسام هو أكبر مشروع لنزع الألغام في اليمن. حيث يضم في صفوفه 550 موظفًا و32 فريقًا داخل البلاد، وتؤكده الأرقام والإنجازات التي حققها المشروع التي أشرنا إلى أبرزها هنا، ولا يزال يحققها بشكل يومي.


ولا أجد ما أختم به هذا المقال أجمل مما قاله مدير عام مشروع مسام الأستاذ أسامة بن يوسف القصيبي أن المملكة العربية السعودية لن تترك اليمن وحده في صراعه المؤلم للتخلص من هذه الألغام، وسوف تستمر بالدعم وتعضيد جهود استقرار اليمن.