آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-08:42م

القراءة نافذةٌ على العالم ومفتاحٌ للنهضة.. رحلةٌ في عوالمِ المعرفة

السبت - 05 أبريل 2025 - الساعة 10:06 ص
علوي سلمان

بقلم: علوي سلمان
- ارشيف الكاتب


القراءةُ ليست مجردَ هوايةٍ أو ترفيه، بل هي ضرورةٌ حتمية، ووقودٌ للعقل، وغذاءٌ للروح، ومفتاحٌ للنهضة، هي نافذةٌ نطلُ منها على العالم، ونستكشفُ بها آفاقًا جديدة، ونتعرفُ على ثقافاتٍ مختلفة، ونتعلمُ من تجاربِ الآخرين، هي رحلةٌ شيقةٌ في عوالمِ المعرفة، وصقلٌ للعقولِ والنفوس، وتنميةٌ للقدراتِ والمهارات.


أدرك العظماءُ والمفكرون، على مرِّ العصور، أهميةَ القراءة، وفوائدها الجمة، في حياةِ الفردِ والجماعةِ والمجتمع، فهذا عباس محمود العقاد، يقول: "القراءة تضيف عمرًا إلى عمر الإنسان، ليس في حساب الأيام والسنين، ولكن في حساب النضج والوعي، وزيادة الإلمام بكل ما حولنا". وهذا أرسطو، الفيلسوف اليوناني الشهير، يقول: "إذا أردت أن تقيس ثقافة إنسان، فاسأله كم كتابًا يقرأ؟ وماذا يقرأ؟


القراءة تُوسعُ مداركَ الإنسان، وتُنمي قدراتهِ العقلية، وتُحسنُ ذاكرتهُ وتركيزه، وتُعززُ ثقتهُ بنفسه، وتُساعدهُ على اتخاذِ القراراتِ الصائبة، وحلِّ المشكلاتِ المعقدة، إنها تُمكنهُ من فهمِ العالمِ من حوله، وتحليلِ الأحداثِ الجارية، والتفكيرِ النقدي، والتعبيرِ عن آرائهِ بوضوحٍ وثقة.


القراءة تُثري حياةَ الإنسان، وتُضفي عليها معنىً وقيمة، وتُساعدهُ على اكتشافِ ذاته، وتحديدِ أهدافه، وتحقيقِ طموحاته، تُمكنهُ من التواصلِ مع الآخرين، وتبادلِ الأفكارِ والخبرات، وبناءِ علاقاتٍ اجتماعيةٍ قوية، ومواجهةِ تحدياتِ الحياةِ بصبرٍ وثبات.


القراءة تُساهمُ في بناءِ مجتمعٍ مثقفٍ وواعٍ ومتقدم، قادرٍ على مواجهةِ التحديات، وتحقيقِ التنميةِ المستدامة، والازدهارِ والرخاء، تُعززُ قيمَ الديمقراطيةِ والحريةِ والعدالةِ والمساواة، وتُشجعُ على الحوارِ والتسامحِ والتعايشِ السلمي.


ولا تقتصر أهمية القراءة على الفرد والمجتمع فحسب، بل تتعداها إلى بناء الدول والحكومات، فالقراءة هي أساس الحكم الرشيد، والقيادة الحكيمة، والإدارة الفعالة، إن القادة الذين يقرؤون، هم أكثر قدرة على فهمِ الواقع، وتحليلِ المشكلات، واتخاذِ القراراتِ الصائبة، وتوجيهِ دفةِ الحكمِ نحو الأفضل، نجد الحكومات التي تشجع على القراءة، وتدعم الثقافة، وتُعلي من شأن العلم والعلماء، هي الأكثر قدرة على تحقيقِ التقدمِ والازدهار، والعيشِ في سلامٍ ووئام.


فلماذا لانجعل من القراءةِ عادةً يومية، وجزءًا لا يتجزأ من حياتنا، ونحرصْ على قراءةِ الكتبِ المفيدة، والمقالاتِ الهادفة والمجلاتِ الثقافية، والصحفِ الموثوقة؟ لنقرأْ في كلِّ مجالٍ من مجالاتِ المعرفة، ولنستفيدْ من تجاربِ الآخرين، ونتعلمْ من أخطائهم، ونعملْ على تطويرِ أنفسنا، وتحسينِ مجتمعنا، وبناءِ مستقبلٍ أفضل لأجيالنا القادمة.