آخر تحديث :الأحد-15 يونيو 2025-12:48ص

الفقيد أ. عبدالله طزح رحيل مبكر وبصمات نضالية متعددة

السبت - 05 أبريل 2025 - الساعة 01:18 م
د. شمسان عبيد

بقلم: د. شمسان عبيد
- ارشيف الكاتب


البصمات النضالية لأي مناضل تفرض على الجميع حب وتقدير صاحبها، ورفع مكانته المجتمعية وتاريخيه النضالي.

وعندما يجمع الفرد في المراحل المبكرة من عمره أدوارا نضالية متعدده قليل بأن نصف أدواره النضالية بالأسطورية، وكل ما ذُكِرَ من بصمات نضالية متعددة الأدوار نجدها في المناضل الجسور شهيد الواجب الأستاذ/ عبدالله طزح، حيث ناضل في سبيل العلم وأكمل دراسته الجامعية بحصوله على شهادة البكالوريوس في الأحياء، من كلية ردفان -جامعة عدن، متحديا الظروف المادية التي عاناها، وكان رحمة الله عليه مناضلا جنوبيا صلبا ضد جحافل الاحتلال عند انطلاق الثورة السلمية التحريرية وما تلاها من مواجهات مسلحة مع قوى الأمن المركزي والجيش في القطاعات الشرقية والغربية لمدينة الحبيلين.

ظل الشهيد مفتخرا بهويته الجنوبية، إذ سخر قلمه الحر وموهبته الإعلامية في خدمة القضية السياسية لشعب الجنوب، حيث ترأس أثناء دراسته قيادة الحركة الشبابية والطلابية في كلية ردفان آنذاك، وكان مصدر إلهام لتوعية الشباب بأهداف الثورة الجنوبية التحررية.

إن للشهيد تاريخ نضالي واسع في جميع مراحل الثورة الجنوبية الثانية، سلمًا وحربًا إلى أن استشهد وهو يؤدي واجبه الوطني في الكلية العسكرية بالعاصمة عدن.

امتلك الشهيد رحمة الله عليه قلبا محبا للمتفوقين من طلاب ومعلمين؛ ويتجلى هذا الأمر في تشجيعه للطلاب الأذكياء والإشادة بهم في وسائل التواصل الإجتماعي والمواقع والصحف، وهذا ما التمسته أنا شخصيًا من تشجيع وتحفيز في أثناء مناقشتي لأطروحتي العلمية وحصولي على درجة الدكتوراه في الفيزياء النووية الطبية من جمهورية الهند، ولتوثيق مشاعره الطيبة تجاه المتميزين وحبه الصادق لهم سوف أعيد كتابة منشورة التشجيعي لي أثناء حصولي على درجة الدكتوراه، والذي كتب فيه:


*الإبداع الحالمي يمتد إلى الهند..!*

غمرتني الفرحة بسماعي خبر حصول الشاب المبدع/شمسان صالح عبدالله على شهادة الدكتوراه في مجال الفيزياء النووية من إحدى الجامعات الرائدة في جمهورية الهند الصديقة، وكان لذلك الألق العلمي الموسوم بالتفوق ليس محض صدفة، بل نتيجة لجهود بذلها الشاب في مسيرته العلمية، وكان الشاب منذ نعومة أظافره يمتاز بالذكاء الفطري ومن أوائل الطلاب في كافة المراحل العلمية، وينحدر الشاب المبدع إلى أسرة فقيرة مكافحة، وبذل والداه طاقة مضاعفة وكفاح دؤوب من أجله وبقية أخوانه الذين منحهم الله الذكاء، وجميعهم يمتلكون مؤهلات علمية ونحتوا في مسيرة الحياة تاريخا يتسم بالكفاح والتفوق، لقد رسم هذا الشاب المبدع طريق كفاحة العلمي بصورة خرافية تجاوز فيها كل الصعوبات وتغلب على ظروف المعيشة ومعاناة الدراسة منذ بداية خطواته العلمية الأولى حتى الوصول إلى اللقب العلمي، ولعل الشاب يتذكر كل صنوف المعاناه التي مر بها والتي انتجت كادرا" علميا" يشار له بالبنان وفي تخصص شديد الصعوبة.

يحذوني الفخر وينتابني شعور السعادة وأبادلك التهاني، فقد كنت سفير حالمين الذي خط إبداعك العلمي شرف لهذه الأرض المعطاة والولادة للمواهب العلمية، وفي سطور هذه الإطلالة المتواضعة أبعث التهاني القلبية الأخوية الصادقة لأستاذي العزيز د/شمسان صالح عبدالله على تفوقه العلمي وكل أهله ومدرسة الرباط خاصة وحالمين والجنوب عام، سائلا" الله تعالى له حياة علميه مليئة بالتفوق الدائم ونفع بعلمه البشرية جمعًا.

*مدير دائرة الشباب والطلاب في المجلس الانتقالي م/حالمين

8أبريل 2021م.



تعجز الكلمات عن وصف مآثر الفقيد ومناقبة.


التقيت بالفقيد بعد عودتي من جمهورية الهند في غرفة تجمع الشباب في طين آل الأعجم أسرة الثقافة والعلم والأدب، تبادلنا حينها الحديث عن وضع الوطن وعن سياسة تدمير التعليم وافتعال الأزمات.

حقيقة كان الفقيد صاحب رؤية ونضوج فكري ومعرفي، ويحب الأفكار النيرة.

بذل الشهيد قصاري جهده للارتقاء بإدارة الشباب والطلاب بانتقالي حالمين، والتي كان مديرا لها، وكان يدعوني للحضور والمشاركة في الندوات التي يقيمها آنذاك؛ ومن أبرز الندوات التي طلب مني أن أكون المتحدث فيها:

- ندوة تحت عنوان بناء الذات وتنمية القدرات عند الشباب، التي أقيمت في مدرسة الدهالكة في شهر ديسمبر 2022م.

- ندوة حضور مشاركة في المجمع التربوي بمديرية حالمين في 6 سبتمبر 2022 تحت عنوان :

- دور الشباب في السلم المجتمعي ونبذ العنف والتطرف.

كان آخر لقاء لي بالفقيد قبل مماته بثلاثة أيام في مقر المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة لحج، حينها تبادلنا الحديث عن الوضع في الجنوب وما آلت إليه الأمور بمحاربة الشعب في مجال الخدمات.

طرحت مقترحا على المرحوم بأن يواصل دراسته العليا، لكنه تنهد وأخبرني بأنه لا توجد لديه نفس بالدراسة بعد أن أصبح أصحاب الشهادات أقل راتب ورتبة في هذا الوضع الأعرج، ولم أكن أشعر حينها بأنه حديث ولحظات الوداع.

لقد عشتَ مناضلًا ثائرًا وتربويًا متميزٌا، رحمة الله تغشاك يا صديقي ويسكنك جنة الأبرار.