في 22 فبراير 2025م اعلنت وزارة الخارجية الأمريكية التنفيذ الرسمي لتصنيف الميليشيات الحوثية منظمة إرهابية أجنبية.. وفي 15 مارس 2025م بدأت الولايات المتحدة الأمريكية عملياتها العسكرية الجوية على مواقع الحوثيين ..وفي السبت الماضي أعلن ترامب على لسان مصادر أمريكية استمرار العمليات الجوية لسبعة اشهر قادمة .. وفي تصريحات متداولة لترامب وهي غير ثابته ..فتارة سيدمر القدرات الحوثية وتارة سيقضي على الحوثيين وتارة سيجعلهم يتوقفون عن مهاجمة السفن والملاحة الدولية .. واخيرا تداولت وسائل إعلامية غربية عن استعدادات لهجوم بري ضد الميليشيات الحوثية الإرهابية ..
وعطفا على ماتقدم هناك سؤالين في غاية الأهمية : هل بمقدورنا تقييم الضربات الأمريكية ضد الحوثي تقييما نهائيا يسمح بمهاجمتهم بريا ؟...وماهي حقيقة هذه الاستعدادات البرية ..
فإن لم تكن الإجابة على هذين السؤالين كافية شافية لكني ساجزم هنا أنها دقيقة جدا .. حيث أنه من الصعب جدا تقييم العمليات العسكرية الامريكية الجوية على النحو الذي يجعلنا نقرر أن الحوثيين قاب قوسين أو أدنى من نهايتهم .. صحيح أن الضربات الجوية قد هدت الحوثيين وقضت على كثير من قياداتهم وعناصرهم ودمرت العديد من الياتهم العسكرية ومخزونهم العسكري .. لكن لا يزال هناك مواقع حوثية لم تصل إليها الغارات الجوية وهي غاية في الأهمية للقضاء على معنوياتهم ومتابعة الاتصالات التي تساهم في عمليات التنسيق بين القيادات للتحركات والتنقل وتكثيف ضرب مخازن الذخائر كذلك ضرب أرضيات المطارات المدنية..
وايضا لايزال هناك كثير من الايام والعمليات للتقييم النهائي خاصة وأن تصريحات أمريكية اكدت أمرين هاميبن يجعل التقييم النهائي قائما الاول تأكيد هذه التصريحات على أن العمليات العسكرية ستستمر لستة أشهر وبحسب تصريحات أمريكية رسمية أن العمليات العسكرية حققت نجاحا محدودا ...وهو مايعني أننا لانستطيع أن نتحقق من نتائج العمليات العسكرية لتكتم الحوثيين على نتائجها ...
أما مايتعلق بالاستعدادات البرية فهي ليست استعدادات بمعنى التنسيق والجاهزية بين أمريكا وحكومة الشرعية والأطراف المتحالفة معها .. وانما هي استعدادات في مرحلة الدراسة التي من شأنها أن تتضمن إمكانية شن هذا الهجوم البري ..
والاستعداد للهجوم البري يتطلب ظروفا وعوامل مواتية للتنفيذ تبدأ من مدى استعداد دول التحالف للمشاركة في الهجوم البري بدعم وتغطية جوية .. إلى جانب دراسة الجوانب الإنسانية المتعلقه بالمدنيين في المدن والقرى إلى جانب الأسرى والمعتقلين والتي ستترتب على هذا الهجوم استغلال حوثي في قتلهم جماعيا عنوة لتوجيه الاتهام للشرعية وامريكا والتحالف في جرائم حرب ...إلى جانب دراسة تجاوز الألغام إلتي زرعتها الميليشيات الحوثية مجددا خلافا للالغام التي تم نزع قليل جدا منها ..
وبناء على ماتقدم نخلص إلى القول إن المعركة البرية تتطلب توفر العوامل التالية :
(1)-- أن يعلن ترامب رسميا القضاء على الميليشيات الحوثية وتحرير المدن المحتلة وإعادة الدولة المختطفة وملاحقة الانقلابيين الحوثيين وأعوانهم...وان يختصر السته الأشهر إلى شهر واحد فقط شريطة تكثيف الغارات ودقة الغارات في ضرب الأهداف الاستراتيجية ..(2)-- وحدة الصف العسكري في سلطة الشرعية في كل المناطق المحررة ..(3)-- استعداد دول التحالف ممثلا بالسعودية والإمارات المشاركة المباشرة في الهجوم البري..
(4)-- التنسيق والاستعداد الكامل لجاهزية الهجوم متضمنا كل العوامل التي تجنب المشاركين خوض هجوم قد يتوقف عند نقطة معينة ويتكرر استوكهولم جديد يوقف التحرير ..إلى جانب ضمان سلامة المدنيين والمقاتلين من الألغام المزروعة ...(5)-- اخيرا أن تكون هناك خطة هجوم تحريرية تسهل الفضاء على الميليشيات الحوثية بسرعة فائقة وفي أيام لاتزيد على 30 يوما .. وهذه الخطة يجب أن تتضمن البدء بتحرير مدينة الحديدة وتعز والبيضاء وإب وصنعاء وصعده وحجة ومن ثم مواصلة تحرير بقية المحافظات ومديرياتها ....
أجزم أنه إذا ما توفرت وتحققت تلك العوامل يسيتم الحسم العسكري والتحرير بنجاح سريع وبنتائج غير ما سيتخوف منها المتخادمون مع الميليشيات الحوثية في الداخل والخارج ...