آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-02:00ص

حبوش.. النجم المظلوم والهداف الذي أذهل الجميع وتجاهله المنتخب

الخميس - 10 أبريل 2025 - الساعة 01:48 م
محمد أبوبكر بن قبلان

بقلم: محمد أبوبكر بن قبلان
- ارشيف الكاتب


في جزيرة سقطرى، حيث الجمال الطبيعي يلتقي بالعطاء الفطري، وُلد نجم استثنائي اسمه محمد عبدالرحمن، الملقب بـ"حبوش"؛ قناص من طراز فريد، هداف بالفطرة، يعرف طريق الشباك جيدًا، لا يرحم المرمى إن سنحت له الفرصة، يراوغ بخفة، ويصنع الفارق كلما لمس الكرة.


لم يكن مجرد لاعب عادي، بل أسطورة في ملاعب كبيرة، حالة كروية نادرة في الملاعب اليمنية والسقطرية خاصة. لعب حبوش في أندية عريقة مثل وحدة عدن وفحمان أبين وغيرهما، وترك في كل محطة بصمة ذهبية، فقد كان لاعبًا يصنع الفارق بمجرد دخوله المستطيل الأخضر. نال احترام الجماهير وزملائه والمدربين، وكان محط أنظار الجميع وكل من تابع أداءه.


هداف بارع، يملك قدمًا لا تعرف الرحمة، وعينًا تترجم اللحظة إلى هدف. أرقامه تتحدث عنه، ولمساته تحكي مسيرته، حتى أصبح هداف الدوري اليمني، ونال إشادات كبيرة من مدربين معروفين وخبراء فنيين، بل حتى قناة الكأس القطرية تناولت موهبته المذهلة في منشور على صفحتها الرسمية بالفيسبوك، مشيدة بأسلوبه الفريد وموهبته الفذة، وكونه تصدر قائمة الهدافين في الدوري التنشيطي اليمني.


إنه من أولئك اللاعبين الذين لا يُكررهم الزمن كثيرًا، يمتلك كاريزما داخل الملعب، وقلب محارب لا يلين، وروح مقاتل لا يعرف الهزيمة.


لاعب يجيد قراءة اللعب، ويتحرك بدهاء، يزرع القلق في دفاعات الخصوم، ويمنح الأمل في قلوب مشجعيه.


لكن، رغم كل هذا التألق، لم يُمنح الفرصة التي يستحقها لارتداء قميص المنتخب الوطني، وكأن العيون لم ترَ، أو أنها تعامت عن رؤية موهبة بحجمه.


ورغم التهميش، واصل حبوش مسيرته بصمت الكبار، وشموخ العظماء، لم يبحث عن الأضواء، بل كانت الأضواء من تبحث عنه. ظل رمزًا في الإخلاص والانضباط والتواضع، لا يُجيد سوى لغة الأداء والاحتراف.


حبوش هو المعادلة الصعبة في خط الهجوم، واللغز الذي لم تستطع دفاعات اليمن حله. سريع، ذكي، قاتل في منطقة الجزاء، وهادئ خارج الملعب. لا يشكو، لا يشتكي، فقط يُبهر.


إنه نجم من سقطرى... لم يُنصفه الإعلام، ولم تحتضنه الاتحادات، لكنه سكن قلوب الجماهير، ورفع راية الموهبة بعزيمة ونقاء المخلصين. أصبح رمزًا للفخر، وأملًا لكل موهبة شابة تنتظر فرصتها.


رسالتي: آن الأوان أن يُنصف هذا اللاعب، وأن يُمنح ما يستحق من تقدير واهتمام. نجم بمستوى حبوش مكانه الطبيعي في صفوف المنتخب، لا في مقاعد الانتظار. فالمواهب لا تنتظر، بل تُصنع لها الفرص، ويُراهن عليها في الميادين.