آخر تحديث :الإثنين-16 يونيو 2025-09:33م

الفنان بين الحاجة والرسالة: "قراءة في حديث الفنان صلاح الوافي"

السبت - 12 أبريل 2025 - الساعة 09:31 م
زياد بن محمد

بقلم: زياد بن محمد
- ارشيف الكاتب


في عالم تملؤه الدبلوماسية الزائدة والابتعاد عن مواجهة الحقيقة، يبرز الفنان الكوميدي صلاح الوافي كنسمة عفوية تجسد الصدق الذي نبحث عنه. في إجابته على سؤال يبدو بسيطًا لكنه عميق المغزى – هل الدراما رسالة أم فلوس؟ – اختار الوافي أن يبتعد عن الأقنعة والمثالية الزائدة، ويدخل في حوار مباشر مع المتلقي، مما يثبت أن الفن الحقيقي يُبنى على الشفافية والقرب من واقع الناس.

لم يكن الوافي كاذبًا فيما قاله؛ ففي بلد تنهشه الحرب، ويعاني الانهيار والفوضى والمحسوبية، أصبحت الدراما رسائل مشروطة بأجندات القنوات المنتجة بأيديولوجياتها المختلفة، حيث بات الفنان مقيدًا بحاجته المادية. والفنان، قبل أن يكون مبدعًا أو بطلًا دراميًا، فهو بطل في بيته وبين أطفاله. هو أب وأخ ومسؤول عن أسرة، وربما لا يمتلك وظيفة ثابتة أو مصدر دخل مستقر، مما يجعل الهدف الرئيسي من مشاركته في أي عمل درامي هو الحصول على المقابل المادي. ولعل الدليل الأبرز على ذلك قبول فنانين كبار وذوي خبرة المشاركة في أعمال فنية هزيلة وضعيفة المستوى. وإذا كان هناك من سبب لقبول هؤلاء الممثلين الكبار المشاركة في تلك الأعمال الضعيفة، فإن إجابة الفنان صلاح الوافي جاءت لتلخص السبب بكل صراحة وبدون أي تجميل أو رتوش.

الفنان صلاح الوافي كان وفيًا في كلمته وصريحًا في إجابته وما بين سطورها؛ لن يكون الفن رسالة مؤثرة ووسيلة إلهام مجتمعية، إلا عندما يكون للفنان قيمة حقيقية تتجاوز الحاجة المادية أو الأعمال الموسمية، فالاستقرار المادي، هو ما يمنح الفنان الحرية للتعبير عن رسائل صادقة تنبع من داخله قبل الورق، وهو الأساس لتحويل الفن إلى رسالة فعّالة ووسيلة للتأثير الإيجابي.

تحية تقدير واحترام للفنان الكبير صلاح الوافي، الذي يجسد العفوية والصراحة في كلماته. وصدق رسول الله ﷺ: "كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول."