محمد عبدربه
أولًا، نبارك لشيوخ وسلاطين وأمراء ومثقفي وسياسيي وأهالي حضرموت التاريخ والحضارة، هذا النصر الكبير الذي تحقق لحضرموت وأهلها. إنكم انتصرتم للإرادة الشعبية وتحقيق مصيركم، وهذا يُعد نصرًا عظيمًا وليس عيبًا، بل هي مواقف الشجعان الذين لأجل تحقيق الهدف.
مصلحة حضرموت فوق كل الاعتبارات. سيروا في أمن وأمان وتولوا شؤون محافظتكم، إنه لشرف عظيم ونصر من الله.
لقد كسرتم أحلام الواهمين والدجالين والكاذبين الذين ظللوا العقول الجاهلة طيلة عشر سنوات ونحن في دجل الانتقالي الذي لم يحقق شيئًا سوى الكذب، ونهب الأراضي والمخططات وسرقة الأحواش، والسحل والسجن والاعتقالات بحق أصحاب الرأي المخالف لسياسيًتهم وثم يعمل على سجنهم .
سيروا وعين الله ترعاكم.
إن الدافع وراء سعي الجنوبيين للانفصال، من وجهة نظر البعض، هو العنصرية والإقصاء والتهميش المتجذرة في عقول المجلس الانتقالي.
هي التي جعلت حضرموت تنفصل
هذه الأفكار قتلت روح التصالح والتسامح الجنوبي. تم سجن خيرة شباب الوطن، الذين كانوا في طليعة الأحرار الذين حرروا العاصمة عدن، وهم اليوم يقبعون في سجون سرية دون محاكمة.
بعض القيادات السياسية والعسكرية والأمنية الجنوبية تمت تصفيتهم في أعمال انتقامية بهدف تدمير النسيج الجنوبي. هذه هي سياسات المجلس الانتقالي.
ماذا قدم المجلس الانتقالي للجنوب طوال عشر سنوات؟ التجربة في عدن تشير إلى غياب الخدمات الأساسية: الماء والكهرباء والصحة والتعليم، بالإضافة إلى عدم صرف المرتبات وتدهور البنية التحتية. لا شيء تحقق سوى انتشار المليشيات التي استولت على الأحواش والأراضي، وعصابات البلطجة وقطاع الطرق، وفرض الجبايات.
لقد حولوا عدن والمحافظات الأخرى إلى مناطق منكوبة. لم تصلح الأحوال، وأصبحت الأمور في أيدي المحسوبين الذين لا يعرفون الدولة ولا يحترمون القانون. عندما تبدأ قوة أمنية بالاعتداء على قائد أمني يسير في عدن، فماذا تسمي هذا؟ إنه عمل بلطجية وفاسدين. من المستحيل على هؤلاء المحسوبين والفاسدين أن يعيدوا بناء الدولة. هذا أمر صعب للغاية.
أنا سعيد جدًا وأبارك لأبناء حضرموت، أهل التاريخ والحضارة والتجارة والعقل، لقد تحرروا من الأوهام والعنصرية.
إن ما فعلته حضرموت هو قرار شجاع بتحمل مسؤولية شؤون محافظتهم، وتوفير الخدمات الأساسية والضرورية للمواطنين، وحماية أمنها واستقرارها، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة للجميع. ولا شك أنه عمل عظيم، وستظل حضرموت الأبية مدرسة في تطبيق الحكم الذاتي.
نتمنى من كل محافظة في اليمن أن تتحرر من الهيمنة والعنصرية وتمسك بمسؤولية شؤون محافظتها. فماذا يريد المواطن غير توفر الخدمات والأمن والأمان والاستقرار والتنمية؟ وماذا يريد رئيس الدولة غير الاستقرار والأمن والازدهار؟
وهذا لن يتحقق إلا في ظل المساواة والعدالة في المجتمع. نريد من كل محافظة أن تتحرر من الهيمنة والعنصرية والأوهام والكذب والدجل والتضليل، وأن تركز في خدمة وطنها وشعبها.
اليوم، أغلب محافظات الجنوب تفتقر إلى الخدمات الأساسية، والشعب يعاني من الهلاك والفقر والمرض والجوع. لماذا؟
فقد مرّت عشر سنوات على حرب التحرير التدميرية من الحوثيين، وتسع سنوات ونحن مع أكاذيب ودجل الانتقالي، ولا شيء جديد، وكل يوم إلى الأسوأ.
أحب أن أقول لكم إن حضرموت مدرسة، تعلموا من تجربتها، وإن شاء الله تكون ناجحة وتفيد كل اليمن. نريد من كل محافظة أن تبتعد عن التعبئة الحزبية أو العنصرية، فهذه هي التي دمرت اليمن.
نريد من كل الشرفاء والخيرين والمتعلمين والكفاءات والخبرات أن يقودوا اليمن إلى بر الأمان، وأن يقتدوا بنهضة وبناء وازدهار ونريد الكل مثل حضرموت. هذا هو هدف المواطن، يريد وطنًا آمنًا ومستقرًا، وإن شاء الله أن يتحقق ذلك في كل ربوع اليمن.