لا يمكن حصر مشكلتنا في الأجهزة الأمنية والعسكرية في زاوية إقالة " فلان " أو توقيف " علان " ، ومن المستحيل أن نحالها في مقولة :" أن تصل متأخرا خيراً من لا تصل ", فكل ذلك حقن مخدرة لا تسمن من حل ولا تغني عن وقوع الكوارث الأمنية المتكررة .
ـ تكون قوات أمنية أو عسكرية ، لا تصنع الأخطاء ولا تقع في المحظور ، لا يمكن يكون إلا بمن نشاهدهم اليوم مما يتصدرون المشهد السياسي والعسكري والامني ، و من المستحيل أن يكون وفقاً لمعايير وأسس وقانون القائمين عليها اليوم .
مشكلتنا الرئيسية في تكون المنظومة الأمنية والعسكرية نفسها ، من خلال الاختبارات الغير موفقة ، يضاف إليها ابتعادها عن أسس وقواعد ومعايير واستراتيجيات النظام والقانون ابتعاد المشرق عن المغرب .
ـ يجب أن نقف على لب المشكلة في الأجهزة والتشكيلات والمكونات الأمنية والعسكرية ، ونضع أيدينا على الجرح ، ولن يكون ذلك إلا برفع الوصاية عن الأجهزة الأمنية والعسكرية ، وأبعدها عن الانتماءات والمشاريع الحزبية الضيقة والمآرب السياسية الشخصية .
ـ مشكلتنا ليست في أشخاص بعينهم في الأجهزة الأمنية والعسكرية ، وانما في منظومة أمنية وعسكرية كاملة تحتاج إلى إعادة النظر وتكوينها التكوين المهني وفقاً لمعايير وأسس السلك المؤسسي والقانوني الصحيح والمناسب .
ـ اختراقات يسران وتجاوزات من معه ، وتصرفات الشنيني ، لم تكن لتحدث لو أننا كنا نملك منظومة أمنية وعسكرية قوية ، يعي كل شخص فيها أننا تستظل بالقانون ونقف تحت سقف النظام ، وأن الدولة ومؤسساتها ومرافقها وأجهزتها ومكوناتها الأمنية والعسكرية خط أحمر ، ولا يمكن تجاوز قانونها ونظامها مهما كانت الظروف ورياح الأسباب .
أعيدوا النظر جيداً في تكوين المنظومة الأمنية والعسكرية ، ولا تكابروا على اخطاءكم أكثر من ذلك ، فالعالم ينظر اليكم ويتابع كل صغيره وكبيره في اخطاءكم الجسيمه ، ف " إقالة" يسران ، وتوقيف الشنيني ليس الحل الوحيد .