في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الكثير من العائلات، وخصوصًا العوائل اليمنية المقيمة مؤقتًا في الأراضي المقدسة لأداء مناسك العمرة، باتت تكاليف النقل والعودة إلى الوطن عبئًا ثقيلاً على كاهل العديد منهم، خاصة مع الارتفاع الكبير في أسعار وسائل النقل المختلفة داخل المملكة العربية السعودية.
وسط هذا المشهد المليء بالتحديات، برزت شخصية الأستاذ عبدالله عبدالرقيب الحداد بموقفٍ إنساني نبيل لا يمكن التغاضي عنه. ففي الوقت الذي كانت فيه إحدى العائلات تواجه مأزقًا حرجًا بسبب عدم قدرتها على تأمين تذاكر السفر للعودة إلى اليمن بعد انتهاء فترة تأشيرة الإقامة، بادر الأستاذ عبدالله، بحسه الإنساني العالي وقلبه الكبير، إلى التدخل السريع ومساعدة هذه الأسرة دون تردد.
لم يكن الأمر مجرّد دعم مادي فقط، بل كان فعلًا نابعًا من شعور عميق بالمسؤولية تجاه الآخرين، وحرصًا على ألا تبقى هذه العائلة في وضع قانوني حرج قد يعرضهم للمساءلة أو الغرامات بسبب انتهاء التأشيرة. تحرّك الأستاذ عبدالله لتأمين تذاكر العودة للأسرة التي غمرتها مشاعر الامتنان والعرفان، بعد أن كانت تعيش حالة من القلق والضيق في غياب أي حلول قريبة.
وقد عبّرت الأسرة عن بالغ شكرها وتقديرها لهذا الرجل الذي تجسدت فيه قيم الشهامة والنخوة، مؤكدين أن ما قام به لن يُنسى، وأنه أعاد إليهم الأمل والطمأنينة في لحظة كانوا في أمسّ الحاجة إليها.
مواقف مثل هذه تبرهن أن الخير لا يزال حاضرًا في نفوس الكثير من الناس، وأن العمل الإنساني لا يحتاج إلى مؤسسات كبيرة بقدر ما يحتاج إلى قلوب كبيرة مثل قلب الأستاذ عبدالله الحداد، الذي استحق عن جدارة كل كلمات الثناء والتقدير.
نأمل أن تنتشر مثل هذه القيم والمبادرات بين أفراد المجتمع، لتكون سندًا للفقراء والمحتاجين، خصوصًا في مثل هذه الظروف الصعبة التي تحتاج إلى تكاتف الجميع.
شكرًا لك أستاذ عبدالله، فقد كنت مثالًا يُحتذى به في الإيثار والكرم والإنسانية.