في السنوات الأخيرة، أصبحت مدينة عدن مسرحًا لمعاناة يومية تتفاقم بشكل مستمر مع تردي الخدمات الأساسية، وخصوصًا الكهرباء، التي باتت مقياسًا لصبر ورضا السكان.
ولكن مع كل موجة من الأزمات، يكتفي الشعب بالتعبير عن استيائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتباكي والاستنكار، دون القيام بخطوات فعلية لتغيير الواقع.
هذا الصمت والاستسلام لا يؤثر فقط على حياة المواطن اليومية، بل يُشجّع من بيده السلطة على الاستمرار في سياساته غير المبالية بمصالح الشعب.
ففي كل مرة يتفاقم فيها الوضع، يغيب الرد الشعبي الفعلي، ليحل مكانه نوع من "الشجب والاستنكار الافتراضي"، مما يضعف أي جهد حقيقي نحو التغيير.
المفارقة أن سكان عدن أصبحوا ينافسون مجلس الأمن في كثرة البيانات والتعبير عن الغضب دون نتائج ملموسة على أرض الواقع. هذا الواقع يعكس سؤالاً محوريًا: هل يمكن لصحوة ضمير الشعب أن تسبق صحوة ضمير الحكام؟
الشعب هو القوة الحقيقية لأي تغيير، وأي نهضة تبدأ من الفرد والمجتمع. سكوت الشعب لا يُمكن أن يستمر، لأن الحقوق لا تُمنح بل تُنتزع بالنضال والعمل الجماعي. التغيير لا يأتي بالتمني أو الشكوى فحسب، بل يبدأ باتخاذ خطوات ملموسة تساهم في تحقيق واقع أفضل للجميع. فهل نرى هذه الصحوة قريبًا؟!