عن الأطماع والمصالح والمشاريع السياسية
بقلم/ اللواء علي حسن زكي
لقد ظل الجنوب ولا زال محلاً للأطماع والمصالح والمشاريع السياسية، وعقلية قوى الشمال التَّوسُّعيَّة عقلية الفرع والأصل، والظلم والإلحاق، والفيد والغنيمة. واليوم، تتجدد الأطماع وتتكثَّف المصالح والمشاريع مع توقعات بقرب سقوط سلطة الحوثي، وربما التهيئة لمشروع رسم خارطة جديدة لما بعد اليوم التالي، وتبرز الدعوة لمشروع أقاليم الحكم الذاتي، والتركيز بداية على حضرموت وشبوة، من ذلك ليست ببعيد لما تتمتعان به من المكانة والمقومات، وقد تكون المهرة أيضاً.
ولذا فإن ظهور ابن حبريش في هضبة وادي حضرموت تحت غطاء مطلب الحكم الذاتي/إقليم حضرموت، وتزامناً معه إعلان كيان ((التغيير والتحرير))، هو صورة للأطماع والمشاريع السياسية وللتهيئة أيضاً، لاسيما وأن مطلب الحكم الذاتي/إقليم حضرموت هو مطلب مشروع لمحافظة حضرموت ولكل محافظات الجنوب، في إطار دولة دستور وقانون مركزية ضامنة: الدولة الجنوبية الفيدرالية الواحدة عند استعادتها، بما هي أقاليم الحكم الذاتي منصوصاً عليها في أولويات مبادئ الميثاق الوطني الجنوبي.
وبالتالي، فإن الاستباق ربما يُراد به أن يكون في إطار الجمهورية اليمنية! وفي محاولة للالتفاف ولتغييب الصراع بين مشروع الأقاليم في إطار الدولة اليمنية، وبين هدف شعب الجنوب: استعادة دولته، والعودة إلى وضع ما قبل 21 مايو 1990م (حل الدولتين).
ولكل ذلك، يكون من بديهيات القول أن الأطماع والمصالح والمشاريع السياسية تتقاطع، ليس عند تقسيم حضرموت، أو تقسيم المحافظات الشرقية وشق وتفكيك نسيجها الاجتماعي فحسب، ولكن عند تمزيق النسيج الاجتماعي والسياسي والمدني لشعب الجنوب عامة، وشق وتقسيم الجسد الجنوبي الواحد، بما يتردد عن مشروع إقليمين شرقي وغربي أيضاً، والحيلولة دون استعادة شعب الجنوب لدولته، ومحاولة خلق صراعات جنوبية داخلية، وإرباك المشهد، وخلط الأوراق أيضاً.
وحيث تجد كل تلك الأطماع والمصالح والمشاريع مجتمعة في ذلك بيئة مناسبة لوجودها، وضمانة لتناميها، فيما لا تجده في حال وحدة شعب الجنوب، وجغرافية وطنه، وتماسك نسيجه، واستعادة دولته كاملة الحرية والسيادة والاستقلال على حدود ما قبل ٢١ مايو ١٩٩٠م الدولية المتعارف عليها.
وعلى هذا الأساس، يمكن فهم كُنه المطامع والمصالح والمشاريع السياسية... إلخ سالفة الاستعراض، وهو ما يتطلب من المجلس الانتقاليإخراج شعب الجنوب من ضائقته المعيشية والخدمية وسوء أحواله وجحيم معاناته، للاصطفاف والالتفاف حول عدالة قضيته، ومشروعية هدف استعادة دولته، وتعميق ثقافة وقيم التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي، للتوجّه صوب المستقبل المنشود، وفتح حوار مع كل القوى والمكونات السياسية.
وفي السياق، ومن البوابة الشرقية للجنوب،حضرموتستقول يوم الخميس القادم 24 أبريل الحالي:حضرموت لكل، وبكل أبنائها، والنخبة خط أحمر، ورمز للأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب...