في زمن تتهاوى فيه منظومات العدالة، ويعلو فيه صوت القمع على صوت العقل، تعود ميليشيا الحوثي من جديد لممارسة هوايتها المفضلة لمطاردة الكلمة، ومصادرة الحق، وخنق الحريات. فبعد أن حجبوا أربعة روابط لموقع "عدن الغد"، ها هم اليوم يضيفون الرابط الخامس إلى قائمة سوداء تتسع كل يوم، لا للمجرمين ولا للمتطرفين، بل للصحفيين ولمنابر الحقيقة.
ما الذي يخيف الحوثيين من "عدن الغد"؟ أهو قلم حر؟ أم عنوان يفضح زيف ادعاءاتهم؟ أم مجرد حقيقة بسيطة تقول: "الناس أحرار في أن يعرفوا حقيقة الكهنوت"؟
إن حجب المواقع الإخبارية لم يعد مجرد انتهاك تقني، بل هو إعلان حرب صريح على حرية الرأي، وتجسيد فج لعقلية شمولية لا تؤمن إلا باللون الواحد والصوت الواحد والزعيم الواحد.
هو سلوك العصابات لا الدول، وسلوك المرتجفين لا الواثقين.
"عدن الغد" ليست مجرد موقع، بل منصة تعبّر عن نبض الشارع اليمني، وعن معاناة الناس، وآمالهم، وغضبهم المشروع.
من يعتقد أن بإمكانه إسكات الحقيقة بحجب رابط، لا يعرف شيئًا عن عناد هذه الأرض، ولا عن صلابة أهلها.
نقولها للحوثيين بصراحة..
احجبوا ما شئتم من الروابط، فالحقيقة لا تُحجب.
كسروا الأقلام، فستكتب الجدران.
هددوا الصحفيين، فكل مواطن سيصير ناقلًا للحقيقة.
اغلقوا النوافذ، فالشمس ستظل تشرق من هذا المنبر الحر وعبره.
"عدن الغد" ستعود، أقوى من كل رابط، وأعلى من كل جدار رقابة.
ولن يكون الحجب إلا دليلاً إضافياً على إفلاس سلطتكم، وضعف حجتكم، وسقوط مشروعكم.