آخر تحديث :الثلاثاء-06 مايو 2025-01:46ص

(الحاوي الاخير)

السبت - 26 أبريل 2025 - الساعة 12:48 م
محمد عبدالله الموس

بقلم: محمد عبدالله الموس
- ارشيف الكاتب


محمد عبدالله الموس


الحاوي هو رجل الالعاب السحرية، اما جراب الحاوي فهو الكيس الذي يحمل فيه ادواته اللازمة للخدع البصرية التي يمارسها على الجمهور ليحصل منهم على بعض ما يجودون به الناس من دراهم قليلة، هذا كان في زمن مضى اما اليوم فأن الحاوي اصبح ذو سلطة ونفوذ، ثم انه لم يعد حاو واحد بل جهاز متكامل من الحواة.


د بن مبارك هو الحاوي الاخير، حتى الآن على الاقل، فقد ظهر لنا بتلميح جديد حول خصخصة الكهرباء، اي بيعها، من خلال ما أسماه مؤتمر وطني للطاقة، اي بيع احتفالي، عمولة حفلة وعمولة بيع، وهكذا سيعود بن مبارك الى رشده وبستخدم جراب الحاوي كما يجب.


الحكومات المتعاقبة تتوارث الجراب جيدا منذ وعد الرئيس صالح بالكهرباء النووية في مهرجان انتخابي في الحديدة في ٢٠٠٦م الى (الصيف البارد) الذي وعد به بن دغر، وكنا نظنه باردا على الناس لكنه كان باردا على من قبضوا العمولات بعد تمديد عقود الطاقة المشتراه، مرورا بوعد د معين بباخرة الكهرباء التركية التي تبخرت فلوس شرائها.


ربما ان مليار الفاصوليا الذي طلع من جراب الحاوي الرئاسي قد منح الضؤ الاخضر لباقي الحواة وكل حاو فتح جرابه (يلقط رزقه) وانتعشت دكاكين الصرافة ولجان المعالجات التي حلت محل مؤسسات الجنوب وهكذا تفتق ذهن د بن مبارك لنمط جديد من إلغاء مؤسسات الدولة بعد ان بدأ بمهاجمة بؤر الفساد وكشف بعضها ما جعل المتكسبون يطالبون بعزله لحماية مصالحهم.


لا احد من الحواة نام اطفاله بلا عشاء، ولا احد منهم عرف معنى ان يعيش بلا كهرباء في صيف محافظات الجنوب الحارق ولا احد منهم حرم اطفالة من ملابس العيد او (عواف العصر)، فهم يعيشون حالة انفصال عن الواقع تماما.


ما يتعرض له الناس في الجنوب له اهداف اخرى سياسية يتكسب منها الحواة لكنهم لا يدركون عواقبها على الجنوب واهله، وكما ساندناك يا بن مبارك يوم توليت فأننا ندعوك ان ترتفع او تغادر بشرفك ولا تصبح الحاوي الاخير فهذا الوضع البائس سيؤدي الى الانفجار في لحظة.


وختاما نتمنى على صحافتنا المحلية ان تغادر مربع القدح والردح وان تضغط لمعالجة هموم الناس فالاعمال العظيمة تتحدث عن نفسها ولا تحتاج الى مديح.


عدن

٢٦ ابريل ٢٠٢٥م