آخر تحديث :الأربعاء-30 أبريل 2025-09:32ص

الوجه القبيح للحرب اليمن في دوامة الدمار

السبت - 26 أبريل 2025 - الساعة 08:43 م
نايل عارف العمادي

بقلم: نايل عارف العمادي
- ارشيف الكاتب



الحرب ليست نزهة أو استعراض للقوة، بل هي هلاك ودمار وجوع وخوف وتشرد ولجوء. الحرب حتى وإن انتهت، لكن تبقى مخلفاتها في الذاكرة لسنوات طويلة. في الحرب، هناك من يسلم من الموت، لكنه لا يسلم من معاناة الفقد والحزن.


ونرى دولًا كثيرة تتجنب الحروب لأنها تعي المخاطر الحقيقية لها. وخلال الحرب الدائرة في اليمن، جنبت السعودية والإمارات العربية جيشيهما الحرب مع المليشيا الحوثية، رغم أنهما الطرف الأول فيها.


عندما استهدفت الصواريخ والمسيّرات الحوثية عواصم دول التحالف السعودي الإماراتي، رأينا كيف تحركت الدبلوماسية الخليجية نحو إبرام اتفاق سلام مع المليشيا الحوثية بشكل أحادي، بعيدًا عن الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها، لأنهم أدركوا المعنى الحقيقي للحرب وتأثيرها على المواطن والحركة الاقتصادية.


لكنهم في المقابل لم يهتموا بحالة الشعب اليمني وما يعانيه يوميًا من ويلات ومآسي، ولا يهتموا بوقف الحرب أو استمرارها. وخلال عقد من الصراع في اليمن، اكتفت دول التحالف السعودي الإماراتي بإرسال الخبراء العسكريين فقط لتدريب آلاف الشباب اليمنيين ليكونوا وقودًا لهذه الحرب مقابل أجور زهيدة.


وهناك أسباب أدت إلى إطالة الصراع في اليمن، ومن أبرزها عدم وجود جيش نظامي قادر على مواجهة الانقلاب الحوثي. فالحوثيون فرضوا سيطرتهم على الجيش اليمني ومعداته العسكرية، ومن يقود المعارك هم ضباط الجيش اليمني، وهذا هو سبب تفوق الحوثيين في المواجهات المباشرة مع قوات الحكومة الشرعية.


السبب الآخر هو التجنيد الذي يتم من قبل التحالف السعودي الإماراتي بعيدًا عن إطار المؤسسة العسكرية، وهذا أضعف قدرات الجيش اليمني الموالي للشرعية وجعله على الهامش ولا وجود له فعليًا.


ومن أبسط الأمثلة على ذلك، يتقاضى ضابط في الجيش اليمني التابع للشرعية مائة ألف ريال يمني شهريًا، أي ما يعادل 150 ريالًا سعوديًا، بينما يتقاضى جندي تابع لأحد التشكيلات المسلحة التي شكلتها السعودية أكثر من 3000 ريال سعودي شهريًا، إضافة إلى الحوافز اليومية والتغذية والنقل والصرفيات، ومع ذلك لم يحسم الصراع في اليمن..