آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-04:11م

وقريبا.. الطوفان يتحرك

الإثنين - 28 أبريل 2025 - الساعة 04:59 م
عبدالجبار ثابت الشهابي

بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي
- ارشيف الكاتب


الضربات الجوية والبحرية التي تشنها واشنطن منذ مارس الماضي، على المعسكرات، والمواقع، وخزائن الأسلحة الضخمة، في المحافظات، والمناطق التي يسيطر عليها الحوثة في: العاصمة المختطفة/صنعاء/ وفي صعدة، وعمران، وذمار، والحديدة، وغيرها؛ تزداد حدة، وشدة، وضراوة يوما عن يوم، وذلك مع وصول حاملات الطائرات الأمريكية الحديثة إلى المياه الإقليمية اليمنية، وٱخرها: "يو إس إس كارل فينسن" التي وصلت مؤخرا حسب صحيفة (نيويورك تايمز)

إلى خليج عدن، بالتزامن مع تصعيد الضربات والعقوبات ضد مليشيا الحوثي الإرهابية، وفي إطار الإنتشار العسكري الأمريكي، وتعزيز الوجود الدولي في المنطقة، في محاولة منها ل"حماية الملاحة البحرية" في البحرين: الأحمر، والعربي، وخليج عدن، وفقاً للتصريحات الأمريكية بهذا الشأن.

ومع ذلك؛ فإن هذه الضربات؛ التي هدفت إلى شل تحركات الحوثيين في الميدان؛ مازالت عاجزة حتى الٱن؛ حسب (نيويورك تايمز) مع ما أبدت من العنف، والضراوة؛ عن ردع هذه المليشيات، ومنعها على الأقل من شن المزيد من الهجمات العدوانية، وأن هذه الضربات- مع ذلك كله- لم تحقق- حسب الصحيفة أعلاه- من هدفها (تدمير ترسانة الحوثيين الضخمة) سوى بعض النجاحات المحدودة، ذلك أن هذه الأهداف في الحقيقة ماتزال بعيدة المنال، بسبب حفظ الحوثة معظم الترسانة الحربية الضخمة لديهم في الكهوف الواسعة، (تحت الأرض).

ومن هنا يتضح صعوبة الموقف الأمريكي؛ الذي راهن، ويراهن على تفوق قواته الضاربة، ويتجاهل أن هذه الأرض عصية- منذ قديم الزمان- على غير أهلها، مثلما يتجاهل- حتى اللحظة- قدرة اليمنيين على حل خلافاتهم البينية، والخروج من النفق المظلم؛ الذي اصطنعته مليشيات الحوثي الإرهابية، الباغية.

ويبدو أن هذا الأمر قد انعكس واقعيا على مجرى الخطاب السياسي والدبلوماسي، والتكتيكي، فهاهو الأخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي؛ الذي يتحرك مع الحكومة منذ فترة طويلة لإقناع الأصدقاء بعدوانية هذه المليشيات، هاهو يشير اليوم بثقة إلى توفر موقف

دولي،(إيجابي) وإلى أن هذا الموقف الدولي (الإيجابي) تجاه القضية اليمنية؛ يأتي كنتيجة أصيلة للجهود المشتركة المبذولة، والهادفة إلى تصحيح (السرديات المغلوطة) وكشف حقيقة المليشيات الحوثية، وطبيعتها باعتبارها (المليشيات) تمثل تهديدا خطيرا للسلم العالمي.

وهاهو فخامته يواصل خطاه الحثيثة؛ بلقائه مؤخرا وفد البرلمان الأوروبي؛ الذي بحث معه رؤية المجلس الرئاسي، والحكومة؛ بشأن (العمل المثمر) مع المجتمع الدولي لإنهاء التهديدات الإرهابية، بدءًا بإعادة تعريف مليشيا الحوثي كتهديد دائم للأمنين: الإقليمي والدولي، ولاسيما في ظل تصاعد سلوكها العدائي المدعوم من ايران، ضد مصالح اليمن والعالم.

وأما داخليا؛ فقد أوصل الحوثة أنفسهم المجتمع اليمني بكل فئاته؛ إلى قناعة تامة بعدم صلاحية هذه الفئة المتغطرسة لحكم هذه البلاد؛ لما بدا منهم من الغدر، والبطش، ومحاولة تسحير الشعب، والدين، والأخلاق، والقيم، والثروات، وكل الموجودات؛ لخدمة وجودهم، ومصالحهم الأنانية، الضيقة؛ التي حاولوا، ويحاولون كسوتها بثياب من القداسة المكذوبة، والرعب، والإكراه.

وتأسيسا على هذا؛ هاهو الأخ الرئيس/يؤكد (أن توافق القوى الوطنية) الذي تحقق من أقصى البلاد إلى أدناها (يمثل عنصراً حاسماً في استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء معاناة اليمنيين جراء جرائم الحوثي ومليشياته الإرهابية).

وبالتالي؛ فإن كل المسارات اليوم، داخليا وخارجيا؛ قد التقت، وأصبحت طوفانا عظيما، يتجه حثيثا نحو الإجماع التام على الانطلاق (يمنيا) نحو صنعاء الحبيبة؛ لإعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة المغتصبة، وآنهاء الانقلاب الحوثي الإمامي العفن على الثورة والجمهورية، والدستور، وأن المسألة الٱن تجري نحو وضع اللمسات الأخيرة، وإصدار الأمر الرئاسي بالتحرك صوب تكريس القناعة الوطنية، وزلزلة أوهام الحوثي، ودفنها نهائيا، وإلى يمن، ومستقبل مشرق لكل اليمنيين، تحرسه البنادق وتحميه العقول.