نحن شعبٌ بلا حاكم، ولا سلطان.
نمشي بعكس التيار... مبدؤنا العشوائية، والاختلاف ديدننا.
لم نحسن الحفاظ على وطننا، ولم نصن ترابنا.
استوردنا من الخارج من يقتلنا، ومن يعلمنا كيف نقتل بعضنا البعض.
علمونا أبجديات العنصرية، ففقدنا احترامنا لأنفسنا ولغيرنا.
علمونا كيف نختلف، وكيف نضرب رأس هذا برأس ذاك...
بدل أن يعلمونا كيف نزرع البذور، ونحصد الثمار لنطعم أطفالنا.
علمونا الاتكال على غيرنا، ومد اليد لهم...
حتى صار الذل لنا عادة والهوان مصيرًا.
أرادوا لنا الانكسار... ونجحوا.
باختصار شديد: نحن شعبٌ ضائع، مشرَّد في كل أصقاع الأرض.
لم يعد لنا وطنٌ نحتضنه... ولا صديقٌ نلجأ إليه.
جاؤوا لنا بكورونا...
قالوا: هذا صديقكم الجديد!
دعوه يسير بينكم، يفتك بكم، ويزيدكم فُرقةً وموتًا!
لكن، للأسف، لم نكن بحاجة لوباءٍ خارجي؛
فنحن نصنع الأوبئة بأيدينا!
أتدرون كيف؟
نرمي القمامة في الشوارع، وعلى عتبات بيوتنا.
نترك مياه المجاري تطفح دون أن نصون مناهلنا.
نغرق منتجاتنا بالمبيدات المحرمة دوليًا، ونأكلها دون وعي.
نخرب بيئتنا، وندمر التوازن الذي يحفظ حياتنا.
نخرب الطرقات والمرافق العامة بأيدينا!
ونزيد الطين بلة...
بفرقتنا الطبقية والمناطقية:
هذا يافعي، ذاك ضالعي، آخر بدوي، وهذا حضرمي، وذاك مهري...
نوزع الألقاب والصفات، ونمزق مجتمعنا إربًا.
إلى متى؟
وإلى أين نحن ذاهبون؟
أسئلة مؤلمة لا تجد جوابًا،
لأننا ببساطة نسير نحو الضياع... بأقدامنا.
عبدالقادر السميطي
دلتا ابين 28/4/25