قالها بكل قسوة وعنجهية وغطرسة من دونما ان يستمع إليها ويراعي ظروفها ومشاعرها وكأنه عايش في محيط آخر و في عالم آخر وفي بروج عالية ، نعم انه كذلك يعيش حالة من الرغد والترف والراحة والشبع في ڤلته الإنيقة والمسورة وعليها الحراسة المشددة والمكيفة تكيفاً مركزي والتي لاينقطع عنها التيارالكهربائي نظرا لوجود مولدا كبير بجانب سور منزله ممكن يشغل شارع كامل بحاله وله ميزانية خاصة تصرف له لتعبئة الوقد شهريا،ً لا تنقطع عنه الكهرباء والمياه فيها متوفرة وثلاجته مملوئه بكل ما لذ وطاب من المأكولات والخضار والفواكه والأطعمة والأسماك واللحوم الطازجة ومشتقاتها ومستودع المواد الغذائية والإستهلاكية الخاص به مشحون بالقوة ومتوفر فيه كل احتياجته وزيادة وسيارته من احدث الموديلات وخزان وقودها مملؤ فل وفيها تكيف عام ويستلم رواتب وحوافز ومكافأت من اكثر من جهة ويصحى من نومه بكل راحة واسترخاء على اصوات زقزقة العصافير التي في حديقة حوش ڤلته الأنيقة ويصطبح (يتقرع) على اشهى انواع الأطباق كبدة ولحم صغار وغيرها ويشرب فنجانه الكبتشينوا بالحليب وباله رائق وعال العال وهو يستمع لموسيقى بيتهوفن واولاده يدرسون في ارقى المدارس والجامعات الخارجية والمحلية ،قالها عودي من حيث اتيتي لمجرد انها تأخرت نصف ساعة عن حضور الدوام وذلك نظرا لإنقطاع التيار الكهربائي في حيها وبيتها المتواضع تقريبا ٢٢ ساعة والمياه مقطوعة وظروفها المعيشية والإقتصادية قاسة و صعبة ، والسهر وقلة النوم والفقر والجوع والفاقة والعوز يلازمانها ويلاحقانها في حياتها وبيتها مثلها مثل كل الأسر من ابناء عدن المنكوبة والمكلومة بسبب غياب الخدمات بشكلاً عام و ضعف المعاش والذي لا ياتي في وقته و هبوط العملة والغلاء الذي ينهش الناس في مدينة عدن ناهيك عن الأوبئة والأمراض والحميات المنتشرة في مدينة عدن إضافة لمرض والدتها الكبيرة بالسن والتي هي من ترعاها وتقوم عليها ، هل هذا تصرف مسؤول ، هل هذا يستحق ان يكون مسؤول ، هل هذا بشرا مثلنا يعاني ما نعاني ، لا والله انه ليس من جنس البشر فاقد للاخلاق والاحاسيس والمشاعر الإنسانية ، ان كل ماقلته وكتبته ليس من نسج الخيال بل انها حكاية حقيقية رواها لي زميل يعمل في احدى الإدارات الخدماتية والتي هي في احدى الوزارات وتلك الموظفة هي من زميلاته حيث كان تصرف هذا المسؤول الفج امام الموظفين والذي احدث حالة من الغضب والإستياء بين زملائها من الموظفين والموظفات وكانت ردود افعالهم غاضبة جداً ورافضة لإسلوبه الفج في التعامل مع هذه الموظفة التي انهمرت دموعها وغادرت المكتب وغادر معها زملائها وتركوا المكتب لهذا المسؤول الحقير تعبيرا عن رفضهم لتصرفاته وهمجيته واساليبه التي تفتقد لأبسط مقومات العمل الإداري، وهو يتوعد ويزبد ويرعد ويهدد بمحاسبتهم، ولكنها التعينات والتكليفات التي تأتي بالوساطة والمحسوبية والإنتماء والولاءات هي السبب في انهيار الأعمال الإدارية في كثير من الوزارات والمؤسسات على حساب الخبرات والكفاءات والمؤهلات ان التباين في الظروف المعيشية بين المسؤولين والموظفين يؤدي إلى عدم فهم ومعاناة الآخرين وهنا تظهر وتتجلى امكانيات وكفاءة وقدرات رجل الدولة والشخصية القيادية المسؤولة المحترمة القادرة على فهم ظروف الموظفين وكيفية التعامل والتعاطف معهم وفهم ظروفهم وان المشاعر الطيبة التي يتحلى بها المسؤول والتعاطف الذي يظهره لهم هو من تبنى به العلاقات الإيجابية بين المسؤولين والموظفين وان الغلظة والقسوة تكون لها اثارها الإجتماعية وتشكل فجوة بين المسؤولين والموظفين وتؤدي إلى عدم فهم احتياجات الموظفين التي هي من اهم اساليب ومفاهيم العمل القيادي والإداري والتي تكمن في فهم ومراعاة ودراية المسؤولين بالظروف التي يعيشها الموظفون.
وينبغي ان يكون المسؤول قدوة في التعامل الإنساني والاخلاقي والاحترافي مع الموظفين وذلك يسهم في تحسين الروح المعنوية للموظفين وزيادة رضاهم عن العمل وان البعد عن الموظفين من خلال عدم الإستماع إلى مشاكلهم وآراءهم وفهم احتياجاتهم له اثارة السلبية على علاقته بالعمل ومثل هذا المسؤول لا يستحق ان يبقى للحظة واحدة في هذه الإدارة والوزارة وذلك لسلوكة واخلاقة وقسوته وذلك في عدم مراعاة ظروف ومشاعر الموظفين٠
#المريسي٠