آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-04:17م

أول مايو ومطالب عمال اليمن

الأربعاء - 30 أبريل 2025 - الساعة 03:00 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


تغير الزمان واختلف المكان لكن مطالب العمال وظروف العمل تكاد تكون واحد رغم تباعد الفترة الزمنية بين اول تظاهرة نقابية في ولاية شيكاغو الأمريكية في العام 1886م حيث خرج عمال النسيج والأحدية ومعهم بعض عمال المناجم وصناعة الملابس في مظاهرة جابت الشوارع والأحياء للمطالبة بثمان ساعات عمل ورفع الأجور وسقط الضحايا من العمال المتظاهرين والأمن وكان ذلك في الثالث من مايو وتكريما للضحايا الذين سقطوا اتخذ من اول الشهر ذاته يوما للاحتفال بالعمال فسمي بيوم العمال او يوم العمل وأصبح الإحتفال بهذا اليوم عيد عالمي امتد إلى اوربا التي كانت ترزح تحت الحكم الراسمالي وحاكت المانيا المظاهرات العمالية الامريكية لذات المطالب حتى أصبح الاول من مايو يوم عيد عالمي يحتفى به في كثير من دول العالم بل اتخذ طقوس اجتمعت في غالب الدول المحتفية به في ظهور قيادة الدول ممثلة برئيس الدولة في القاء خطاب للعمال وتكريم عدد من العمال من مختلف القطاعات الانتاجية والخدمية والالتزام بالحقوق الممنوحة للعمال.

وفي هذا العام يأتي عيد العمال وعمال اليمن يعيشون وضع مزري ومأساوي في ظل تدني الأجور إلى مستويات لم تكن في الحسبان مع انهيار العملة حيث يصل أدنى أجر إلى اقل من مئة ريال سعودي في ظل وصول قيمة الريال السعودي إلى ما يقرب من سبعمئة ريال يمني.

فعمال اليمن لا ينتظرون إطلالة القيادات المتعددة لالقاء خطاب إنشائي طويل وممل لا يخرجهم من حالة الفاقة وإنما يمنيهم بالمستحيلات في ظل العجز السياسي والإداري الذي تعيشه البلاد والحرب العبثية اللانهائية المفروضة منذ أكثر من عشر سنوات.

عمال اليمن ينتظرون أن توقع أقلام السادة قادة البلاد على اطلاق العلاوات السنوية المسجونة في السجلات منذ سنوات وتحرير الترقيات الوظيفية الإدارية وفق قوانين العمل والخدمة المدنية وتسوية الرواتب بما يواكب قيمة الريال اليمني مقابل الريال السعودي الذي اصبح هو العملة السائدة في البلد.

عمال اليمن بحاجة إلى خطاب يعيد إليهم الأمل بعيد عن النفاق السياسي وخدع القيادات التي تمارسها مرات بخطاب التورية المستترة ومرات بالتجاهل للمطالب التي هي معلومة وواضحة.

عمال اليمن بحاجة إلى تنفيذ إجراءات تخرجهم من حالة الإهمال وتحقق لهم الحياة الكريمة .

عمال اليمن بحاجة إلى تحسين ظروف العمل وتوفير خدمات كالتطبيب والتاهيل.

والعمل في اليلاد حتى ينهض ويصبح لاول مايو معناه يحتاج إلى فتح باب العمل أما الدماء الشابة حتى تخوض غمار بناء الوطن بفتح المصانع والورش التي كانت قائمة قبل ان تخضع للتعطيل والتهميش وفتح فرص عمل جديدة على المستويين الخاص والعام.

فالوقوف لالقاء خطب فضفاضة جوفاء ووعود معدومة دون أن تكون لها بوادر بالتنفيذ يصبح عبثا لا ينتظره العمال ولا يحتجون لاجازة ورواتبهم الحقيرة مازالت في غياهب المجهول من حيث تسويتها ومن حيث عدم الالتزام بادائها في الوقت المحدد نهاية كل شهر حيث اصبحت رواتب فصلية .

ولا ينسى الخطاب المتقاعدون الذين افنوا حياتهم في خدمة الوطن ومازالت رواتبهم لاتفي بفاتورة العلاج من أمراضهم المزمنة أو الأمراض التي المت بهم بسبب الاعمال والمهن التي مارسوها .

فإذا كان خطاب القيادة سيحمل شيئ من المصداقية في تحقيق وانجاز ستتلاقه ملايين العمال يالترحيب وتصفق ملئ كفوفها وتهتف باعلى صوت هو عيدنا الأول من مايو وغير ذلك فهو هراء يفضل ان تحتفظ أي قيادة بخطابها الهزلي بعيدا عن الأضواء في جلسة ضيقة للمرائىين والمصفقين رياء.

عصام مريسي