آخر تحديث :السبت-03 مايو 2025-03:13ص

سرقونا باسم الوطن

الجمعة - 02 مايو 2025 - الساعة 08:26 ص
ايهاب المرقشي

بقلم: ايهاب المرقشي
- ارشيف الكاتب


حين تتحول الشعارات الوطنية إلى ستار يُخفي خلفه أبشع أشكال الفساد، ووسيلة لتبرير الإخفاقات المتراكمة، يكون الوطن قد دخل مرحلة الخطر. نحن لا نتحدث هنا عن خيال سياسي أو عن تهمة عابرة، بل عن واقع يعيشه المواطن كل يوم: معاناة، قهر، جوع، وانهيار كامل لمقومات الحياة.

انقطاع الكهرباء والماء لأسبوعين متتاليين ليس مجرد خلل فني، بل هو انعكاس لفشل إداري شامل، وغياب للضمير، وسقوط لمنظومة خُدعت بها الشعوب مرارًا تحت اسم "الوطن". كيف يكون الوطن وطنًا إذا لم يوفر للمواطن أساسيات العيش؟ كيف نُطالب بالصبر ونحن لا نرى سوى السكون في وجه المسؤول، والصراخ في وجه المواطن؟**


**القطاع الصحي يحتضر. المرضى يموتون بصمت، الأدوية مفقودة، والمستشفيات تحوّلت إلى مبانٍ خاوية على عروشها. أين ذهبت الميزانيات؟ من يراقب؟ من يحاسب؟**


أما التعليم، فقد صار رفاهية لا يحظى بها إلا أبناء الطبقة المحظوظة بينما أبناؤنا يتعلمون في فصول متهالكة إن وجدوا فصولًا أصلًا. الخدمات غائبة الفقر في ازدياد، والعملة في هبوط حرّ والأسعار في ارتفاع جنوني وكأننا نُعاقَب على انتمائنا لهذه الأرض.


**وفي كل هذا، نسمع ذات العبارة: "من أجل الوطن". أي وطن؟ ذاك الذي لا يرى فينا سوى أرقامًا؟ ذاك الذي تُمص خيراته وتُهرب ثرواته في وضح النهار؟ لقد سرقونا باسم الوطن وجعلوا من الوطنية سلاحًا موجهًا إلى صدورنا كلما طالبنا بحق.**


**نحن نحب وطننا لكننا نرفض أن يُستغل هذا الحب لذبحنا بهدوء الوطن ليس أرضًا فقط، بل عدالة وكرامة وحقوق فإن غابت غاب معنى الوطن الحقيقي**