احمد محمود السلامي
المُولَع أو (المولعي) هو الشخص المُغْرَم الهَائِم بِمَلَذَّاتِ الحياة ،شَغُوفٌ، مَشْغُوفٌ بِهَا . ارتبطت هذه الكلمة عندنا بدرجة رئيسية بالشخص الذي(يُدمن) تعاطي القات وأصبحت مصطلح شعبي يشير إلى المخزنين الذين يشعرون أنهم لا يستطيعون ترك تناول هذه الآفة المميتة التي قضت على استقرار الأسر وساعدت على انتشار الجرائم وتفشي العادات القبيحة والرذائل .
الموالعة الكبار هم النخب : أصحاب المنزل .. أصحاب الباب .. أصحاب الحوش .. والجماعة أصحاب المصلحة الحقيقية في الحكم كما يدعون . مختلفون على كل شيء إلا القات متفقين على أنه ضرورة لابد منها .. امّا المواطنون الموالعة هم أصحاب القش المفروش أمام الباب يدعس عليه الداخل والخارج دون شفقة او رحمة ، هم أصحاب البرسيم الأخضر الذي يقتاتونه مما يجعلهم خارج نطاق الواقع المؤلم متحملين الدعس والرفس من أجل ساعة سليمانية تجعلهم سباع في الليل ونعاج في الصباح .
قد البعض يقول : ما هو البديل للقات ؟ هناك بدائل كثيرة وفوائد مثلاً :
1ـ ترك الاحلام والسهر .
2ـ صحة الجسم .. صحة الفم واللثة ، صحة الجهاز الهضمي والكبد والمسالك البولية ... الخ
3ـ تعافي الجيب ووقف هدر المال .
4ـ توفير الوقت للقيام بالرياض وممارسة هواياتك .
5ـ الاهتمام برعاية أسرتك والجلوس معهم وتناول الوجبات الرئيسية مع بعض .
6ـ توفر الوقت سيتيح لك الاستفادة من الإجازات والعطل والخروج للتنزه .
معظم الناس ساكتين وصابرين على الظلم وانعدام الخدمات ، همّهم فقط القات اهم شيء التخزين والأحلام الوردية .. وطز في الأشياء الباقية .
دعونا نفترض أنه بقدرة قادر ، في يوم من اليوم نصحى الصباح على خبر يفيد أنه لا وجود للقات في بلادنا ومنع استيراده من الخارج وتهريبه . ونفترض أن السلطات نجحت بامتياز في حربها مع القات كما نجحت الصين في حربها ضد الأفيون عام 1839م . أتصور أن مدمني القات (الموالعة) سيخرجون في ثورة شعبية عارمة (ثورة الموالة) تنادي بعودة القات . و كأن ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة العملة المحلية وانعدام الكهرباء والمياه أمر لا يهمهم أبداً ، لكن القات بالنسبة لهم خط احمر لا يمكن المساس به .