السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب إليكم هذه الرسالة لا من باب المجاملة، ولا من باب النقد المجرد، بل من منطلق مسؤولية شخصية وشعور وطني يتقاسمه عامة الشعب المطحون الذين يتابعون المشهد العام بكثير من القلق وقليل من الأمل.
تسلمكم رئاسة الحكومة يأتي في ظرف استثنائي ومعقد، داخليًا وخارجيًا، سياسيًا واقتصاديًا. وكما تعلمون، لم تعد التحديات بحاجة إلى تشخيص إضافي بقدر ما تحتاج إلى إرادة جادة في إدارتها، وقرارات واضحة تعيد ترتيب أولويات الدولة بما ينعكس على حياة الناس بشكل مباشر.
في هذه المرحلة، لا أحد يتوقع حلولًا سريعة، لكن ما نأمله هو رؤية مسار مختلف، أكثر واقعية، وأكثر حساسية لحجم المعاناة التي يعيشها الناس. ما نحتاجه هو إدارة مسؤولة، وكفاءة في اتخاذ القرار، وشفافية في التعاطي مع الموارد العامة للدولة بمسؤولية، ومجابهة الفساد المالي والإداري وبتر اذرعه في كافة مرافق الدولة.
نحن بحاجة إلى خطاب جديد، وأداء جديد، وموقف عملي من ملفات لم تعد تحتمل التأجيل، وعلى رأسها:
ملف الخدمات الأساسية،
استقرار العملة،
ضبط الموارد العامة،
وإعادة هيبة الدولة في مؤسساتها،
سيُحكم على حكومتكم، لا بناءً على التحديات التي ورثتموها، بل بناءً على كيفية إدارتكم لها، ومدى استقلاليتكم عن مراكز النفوذ التي عطّلت مؤسسات الدولة لعقد من الزمن.
ختامًا، هذه الرسالة ليست طلبًا، بل تذكير بأن هناك من يراقب ويأمل، ويعرف أن إصلاح ما يمكن إصلاحه لا يتطلب كثيرًا من الشعارات، بل قليلًا من الإرادة وكثيرًا من العمل.