محمد عبدالله الموس
قيل ان سبعة اخوة قرروا استثمار مدخراتهم في مشروع تجاري، فاتفقوا ان يكون هذا المشروع هو سيارة (بيجو ٧ راكب) لنقل الركاب بين المحافظات، ولأن ايا منهم لا يجيد قيادة السيارة فقد استاجروا سائق، ولضمان عدم التلاعب بالموارد فقد قرروا ايضا مرافقة السائق جيئة وذهابا طوال اليوم.
في نهاية نهار يومهم الاول وجدوا ان الموارد (صفر) وعندما اخذوا مشورة أحد كبار عشيرتهم قال لهم (غيروا السواق).
حال بيجو الاخوة الاغبياء شبيه تماما بحال (بيجو) مستعمرة معاشق، فخلال سنوات الحرب العشر تعاقب على هذا البيجو اربعة سائقين والخامس في الطريق، وخلال تلك السنوات اصبح هذا المركوب مهترئ لدرجة ان لا يقوى على مغادرة المستعمرة، واخر عهدنا بهذا البيجو انه كان يصل الى (مخابيز) ساحل صيرة ابان سواقة د معين عبدالملك.
لم يحدث اي تحسن في حياة الناس طوال تلك السنوات، لا في المعيشة ولا في الخدمات حتى اننا لا ندري لماذا يتم تغيير رؤساء الحكومات طالما ان الامور من سيء الى أسوأ، لكن الامانة تقتضي ان نشير الى د بن مبارك حرك بعض المياة الراكدة فيما يخص الفساد وتحدث اكثر من ناشط ومسؤول حول بؤر الفساد الامر الذي يدعونا الى ان نسأل، لماذا كان يصر رئيس مجلس القيادة الرئاسي على (يا بن مبارك يا انا) !، أليس من حق الناس ان تعلم على افتراض ان هذا وطننا (مش ضيعة خاصة).
يقال ان هناك ترضيات حصل عليها المعترضون مثل عدم مساس السائق القادم بموارد مأرب والمخاء، وحالهما افضل من محافظات الجنوب، ومواردهما اكبر، اذ لم تعد هناك موارد في الجنوب سوى جلد ظهر المواطن بالاتاوات والاسعار وتدني الاجور.
ويقال ايضا ان المجلس الانتقالي الجنوبي حصل على مناصب جديدة، ومعظم من شغلوا المناصب من الجنوبيين تحولوا الى حملان وديعة تسير خلف رئيس مستعمرة معاشق بأدب تناسوا معه معاناة الناس وتناسى بعضهم قضية الجنوب بعد ان اشبعوا شوارع الجنوب ضجيجا.
واقع الحال ان هموم الوطن والناس اكبر بكثير من معاناة اصحاب البيجو وان رئيس الحكومة القادم مسؤول عن معاناة الناس ولا تنحصر مسؤولياته في مراضاة اصحاب (البيجو).
وكفي.
عدن
٤ مايو ٢٠٢٥م