آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-04:46م

من بن مبارك إلى بن بريك

الأحد - 04 مايو 2025 - الساعة 07:06 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب



مازالت القيادة السياسية ممثلة بالمجلس الرئاسي تعيش حالة من التخبط والمخاض غير الطبيعي في تأدية عملها الذي يسير بوثيرة عالية نحو الإنحدار والهبوط والتردي وهذا ليس من باب القول الجزاف ولكن الناظر لمجمل مناحي الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية والخدمية يصل إلى هذه النتيجة التي لا يختلف عليها أثنان على خلاف في الرؤى والأهداف.

والملاحظ أن قيادة الدولة والحكومة كلما انغمست في الفشل ذهبت عبثا تبحث عن حلول وهمية ظنا منها أنها هي الحل والخروج من مسلسل الفشل الذي تعيشه في توالي رهيب لا تنفك عنه منذ عام ٢٠١٢,م ثم كل الأحداث التي تلت أعوام الإجتياح ٢٠١٥م فقد توقفت بوصلة إدارتها للدولة والحكومة على نظرة قاصرة كلما اشتد عليها المخاض الذي ينذر بالفشل والإنهيار راحت تغير رأس الحكومة فعندما افسلت حكومة بن ذغر سريعا حاولت إسعاف الحالة بالمعين الذي لم يقدم العون وتواصلت مسيرة الفشل والإفلاس الإداري فكان الإسعاف ببن مبارك الذي منذ توليه رئاسة الحومة عصفت المماحكات والنزاعات السياسية بين الحكومة وظلها وأعني هنا الإنتقالي الذي يشكل دولة داخل الدولة وحكومة في ظل حكومة وانساق مسلسل الفشل حتى وصل اوجه وبات المواطن وحده يعاني مرارة الصراع الحكومي في كل جوانب حياته التي مست حتى لقمة عيشه.

والدولة والحكومة ورعاتها في الإقليم مازالوا بقصد أو بغير قصد ينظرون للفشل من عقب الباب ملقين بأسبابه إلى نوازع واهية وهي تغيير رأس الحكومة وهاهو اليوم يعتلي بن بريك دفة الحكومة فماالذي يملك تقديمه في ظل الإزدواجية في السلطات في ظل دولة المناصفة وحكومة الظل.

لابد من النظر إلى أسباب الفشل من زواية منفرجة تأخذ صورة للمشهد كاملا لا من زاوية حادة ضيقة الرؤية والتفكير

فالحل ليس بتغير اسماء فقد مل الشارع من تعاقب الأسماء حتى بات يدخل في سباق تعداد عدد رؤوساء الوزراء الذين تعاقبوا على رئاسة الحكومة فالحل لن يكون إلا بالائتلاف حول قيادة دولة واحدة وحكومة واحدة بأهداف واحدة والإيمان بوحدانية الدولة سواء دولة اتحادية للشمال والجنوب أو دولة جنوبية أما تعليق الأمور على مالم يكن واعتبار دولة واحدة في ظل سيطرة الحوثي على نصف المساحة الجغرافية على الدولة الموحدة التي لن تكون في ظل التشرذم وسيطرة الحوثي إلا دولة في عالم الخيال الإفتراضي طالما الرعاة لم يحسموا أمرها وجودها من إلغائها.

فالحل المطلق في قيام دولة وحكومة واحدة ذات نسق واحد وأهداف موحدة بعيدا عن المنازعات والمماحكات والخلافات السياسية والحزبية والمناطقية.

عصام مريسي