آخر تحديث :الإثنين-05 مايو 2025-09:22م

يقظة الوعي الجمعي .. قوة تتكسر فيها أدوات التضليل

الإثنين - 05 مايو 2025 - الساعة 02:38 م
عبدالعزيز الحمزة

بقلم: عبدالعزيز الحمزة
- ارشيف الكاتب


المقال العاشر : (ضمن سلسلة مقالات: صرخة وعي: قراءة في استراتيجية التحفيز)



في معركة المصير التي يخوضها اليمن، ليست المدافع وحدها هي ما يُرعب العدو، بل إن أكثر ما يُفزع مشروع الحوثي هو لحظة يقظة الوعي الجمعي، تلك اللحظة التي تتكسر فيها أدوات التضليل، وتسقط فيها أوهام الطائفية، ويتوحّد فيها الصوت الوطني على هدف واحد: استعادة الدولة على كل التراب اليمني، وكسر الانقلاب، واسترداد السيادة.


الحوثي لا يخشى الجيوش بقدر ما يخشى يقظة الوعي، يخاف كلمة الحق حين تتحد، وتتحول إلى إرادة جامعة لا تساوم ولا تفرط.

تفكيك اللحمة الوطنية ليس نتيجة فرعية للانقلاب، بل هو شرطه الموضوعي، وركيزته الاستراتيجية للبقاء. فالمشروع الحوثي لا يعيش إلا على الهشاشة السياسية، ويقتات من النزاعات المناطقية، وينمو على جثة الإجماع الوطني.


نحن في لحظة لا تحتمل الأوهام ولا تقبل الالتباس. فكلما تشرذمت الصفوف، وكلما تماهت بعض النخب مع مصالحها الضيقة أو رهنت قراراتها لقوى الخارج، كلما طالت عمر الجريمة الحوثية.

إن الصراع لم يعد صراع جغرافيا وسلاح فحسب، بل هو صراع وعي وهوية وولاء. إن كانت البنادق أدوات النزال، فإن الوعي الوطني هو الحسم الحقيقي. ولذلك، فإن وحدة الكلمة والموقف هي القادرة على إسقاط آخر ما تبقى من مبررات بقائه، وحجب أكاذيبه التي يروّجها للعالم باسم "السلام" الزائف و"الحقوق" المغتصبة.


فدعوتنا اليوم للنخبة اليمنية – بكافة انتماءاتها وتوجهاتها – أن تخلع عن نفسها ثوب التنازع، وتخلُص لواجبها التاريخي: إما أن تكون في الصف الوطني، أو أن تترجل للخذلان. فمن يساوي بين الضحية والجلاد، أو بين الانقلاب والدولة، لا يخدم إلا العدو.


الاصطفاف الوطنية ليست شعارًا فضفاضًا، بل شرطًا لبقاء اليمن، وعتبة النصر على المشروع الانقلابي، ومفتاح السيادة الكاملة.


الرؤية المستقبلية ليست حلماً بل ضرورة:

حين نجتمع، لا نستعيد فقط صنعاء، بل نرسم ملامح دولة مدنية، عادلة، تُحكم من داخل حدودها، لا من كهوف أو عواصم الآخرين. نُعيد للجمهورية معناها، وللسيادة مضمونها، ولليمن قوته، وكرامته، واستقلاله الكامل.


وختامًا...


نوجه صرختنا هذه إلى مجلس القيادة الرئاسي، لا من باب المناكفة، بل من باب المسؤولية التاريخية التي لا تحتمل التأجيل ولا التبرير.

عودوا إلى الميدان، فإن النصر لا يأتي من بهو الفنادق، بل من وهج البنادق، وشجرة الحرية لا ترتوي من المياه المعدنية النقية في الفنادق، بل تُروى بالدماء الزكية في الخنادق.

إن قيادة المعركة الوطنية من بعيد، بينما الجبهات تنزف، والشعب يتشظى، والوعي يُغتال، هو تخلٍ صامت عن أقدس واجب.


يا قادة الشرعية، إن اللحظة تستصرخكم لتوحيد الصف الوطني تحت راية الجمهورية، لا تحت مظلة المصالح المؤقتة. فأنتم أمام فرصة لصناعة التاريخ أو الهروب من صفحاته.

الشرعية لا تُستعاد من المنافي، بل من متارس النضال الميداني، ومن شرف الوقوف بين أبناء الوطن الصامدين.

—-

✍️ عبدالعزيز الحمزة

الاثنين ٥ مايو ٢٠٢٥م