في وقت كانت فيه شاشاتنا لا تعرف إلا البث الصامت وفي زمن كان فيه المذيعون يلبسون ربطات العنق ويخلعون ضمائرهم قبل الظهور خرج من الجنوب وثورته رجل لا يشبههم ولا يشبه الزمن الذي فرض علينا أن نسمع ولا نرد أن نشاهد دون أن نرى، أن ننتظر صوتنا من أفواه الغير،خرج عبدالعزيز الشيخ كأنه قادم من زمن آخر زمن فيه الموقف أغلى من المنصب ،وفيه الكلمة لا تكتب لتُقال بل تُقال لتُقاتل ما كان إدارياً عاديا ولا دخل هذه المهنة ليملأ أوقات الفراغ ولا قرر أن يكون في الشاشة ليظهر، بل جاء وفي قلبه نداء وفي روحه تعب شعب وفي ذهنه صورة وطن تم قصه من نشرات الأخبار وبيانات القنوات ما الذي يجعل رجلا يغامر بصوته بمستقبله بلقمة عيشه ويقرر أن يحفر قناة من الصدق وسط أنهار الكذب..!
عدن المستقلة ليست مجرد قناة بل ذاكرة مرئية مشروع إنقاذ حكاية وطن يبحث عن نفسه في زمن التيه،
من كان يتابعها يعرف أن فيها نبض لا يُصنع في غرف التحرير ولا يُكتب على هوى الداعمين فيها صوت جدتي وهي تحكي عن عدن قبل الحرب فيها بكاء أم على شهيدها فيها صوت البنادق حين تُرفع من أجل الكرامة وفيها وجع الجنوب كله لكن بلغة الجنوب لا بلغة من يريد أن يترجمنا لصالح نشراته،
وحين قرر عبدالعزيز الشيخ أن يكون القبطان كان يعرف أن البحر عميق وأن الموج ليس رحيماً وأن الحيتان لا ترحم السفن التي لا تنتمي لها لكنه مضى واجه آلة إعلامية لا ترتجف واجه التشويه واجه حملات مدفوعة ولم يكتب بيانا للرد بل رد بحلقة ورد بصورة ورد ،ببرنامج لأن من يؤمن بقضيته لا يقف كثيرا عند الشتائم ولا يكتب منشورا كلما أحس بالألم أعرف هذا النوع من الرجال الذين لا يحبون الأضواء لكن الأضواء تلحقهم، الذين لا يطلبون التصفيق لكن التصفيق يخرج من أفواه الجدران حين يمرون ، الذين لا يخطبون بل يفعلون عبدالعزيز الشيخ لم يخرج من عباءة حزب ولا من كواليس صفقة بل خرج من رحم الوجع والثورة من شارع كان يمشي فيه صغيرا يسمع الناس تئن فقرر أن يكون لسانهم حين يكبر،
صنع من قناة عدن المستقلة بيتا ليس للخبر العاجل بل للناس اللي نُسيت أسماؤهم للجنوب اللي تم سرقته من الشاشات وللحقيقة اللي ما وجدت لها موطئ قدم في زحمة القنوات
أول مرة سمعته يتحدث لم أسمع مذيعا سمعت صديقا يعرف تماما كيف نحكي وكيف نحزن وكيف نخاف وكيف نقاوم
الهجوم اللي يتعرض له اليوم هو وسام....لأنك حين توجعهم يعرفونك وحين تجرح أكاذيبهم يسمونك عدوا وحين تكتب الحقيقة يبحثون في أرشيفك عن زلة وحين تفشل حملاتهم يُعدون أخرى لكنهم لا يعرفون أن الجنوب لا يقف مع من يملك المايك بل مع من يقول الحقيقة فيه،
عبدالعزيز الشيخ ما طلب منصب ولا رفع راية حزب هو فقط قال للجنوب أنا صوتك إن رضيت وسأبقى صوتك حتى إن سكت.... هذا النوع من الرجال لا يموت حتى إن غاب لأنه حين كان بيننا أعطى للكلمة شرفها وللجنوب اسمه ولنا جميعا حقنا في أن نسمع أنفسنا،
عبدالعزيز الشيخ مهندس بناء الإعلام الجنوبي...وربان سفينة صوت ثورة شعبنا العظيم.... وكما عرفته قليل الكلام كثير الإستماع ورجل المواقف الشداد،
عملية سهام الشرق ضد الجماعات المتطرفة في شرق أبين والتي تخوض قواتنا الجنوبية الباسلة معارك التطهير والتحرير وطوال سنتين كاملتين ضل عبدالعزيز الشيخ يقود عملية استخراج بطولات قواتنا الجنوبية وعرضها لنا رغم تعتيم ممنهج من كافة منابر الضلال لكل ما يدور في أودية عومران شرق مودية إلا أن عدن المستقلة ضلت ترافق قواتنا وتنقل تلك الملاحم......."
ومع كل ذلك أتأكد دائما أن كل هجوم ممنهج ضد رموز ثورتنا المجيدة يجعلنا نؤمن أن هؤلاء الأشخاص امثال الشيخ يسيرون في الطريق الصحيح